المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

21

الوجدان، أو على أساس برهان نظري، أو غير ذلك، فلم يعلم كون هذا داخلاً في عهدة هذه الآيات.

نعم هناك رواية يحتمل أن تكون ناظرة إلى آيات جري الفلك وابتلائها بحالة الغرق، ولو كانت ناظرة إليها فهي تشهد على أنّ تلك الآيات تنظر إلى فطرية التوحيد وبروز الفطرة لدى الانقطاع عن الأسباب، وتلك الرواية ما يلي: «قال رجل للصادق(عليه السلام): يا بن رسول الله، دلّني على الله ما هو، فقد أكثر عليّ المجادلون وحيّروني؟ فقال له: يا عبدالله، هل ركبت سفينة قطّ؟ قال: نعم، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلّق قلبك هنالك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادق(عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث»(1).

وهذه القصّة قد تجسّدت أيضاً في مقطع تاريخيّ رواه صاحب مجمع البيان في ذيل آية:﴿فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِد﴾(2) وهو مايلي:

«لمّا كان يوم فتح مكّة أمّن رسول الله(صلى الله عليه وآله) الناس إلّا أربعة نفر، قال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبدالله بن أخطل، وقيس بن صبابة، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح، فأمّا عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة: أخلصوا فإنّ آلهتكم لا تغني عنكم شيئاً ها هنا، فقال عكرمة: لئن لم ينجني في البحر إلّا الإخلاص ما ينجيني في البرّ غيره، اللهمّ لك عليّ عهدٌ إن أنت عافيتني ممّا أنا فيه أن آتي محمداً حتّى


(1) البحار 3: 41، الباب 3 من كتاب التوحيد، الحديث 16.

(2) س 31 لقمان، الآية: 32.