المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

15

وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الليْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾(1).

ومن الطريف أنّ كلا المقطعين خُتما بقوله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ كما أنّ كلا المقطعين مشتملان على مسألة شكر النعمة وكفرانها، فالأوّل بتعبير: ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون﴾ والثاني بتعبير: ﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾.

ومن الطريف أيضاً في المقطع القرآنيّ الأوّل أنّه حثّ في ثلاثة مواضع من عدّه نعم الله تعالى على التفكّر تارة وعلى التعقّل اُخرى وعلى التذكّر ثالثة، فقال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِّقَوْم يَعْقِلُونَ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَذَّكَّرُونَ﴾.

وعلى أيّة حال فالآيات التي تذكّر الناس بنعم الله تعالى كثيرة، نختم الحديث عنها هنا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الارْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْم وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَاب مُّنِير﴾(2).

وأمّا الروايات فأقتصر منها هنا على ذكر رواية واحدة تربط بين جسيم النعمة وبين الهداية، وهي المرويّة عن عليّ(عليه السلام): «ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكنّ القلوب عليلة والبصائر مدخولة»(3).

الثالث: مسألة المالكيّة والمملوكيّة، فإنّ جميع الملكيات العرفية والعقلائية والشرعية الإلهية والشرعيات الوضعية ليست عدا اعتبارات جعلية، والملكيّة


(1) س 14 إبراهيم، الآية: 32 ـ 34.

(2) س 31 لقمان، الآية: 20.

(3) نهج البلاغة، الخطبة 185.