المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

134

بالابتلاء في جسده»(1).

وثلاثة من هذه الملاكات الأربعة: الامتحان، وكفّارة الذنب، ورفع الدرجات تناسب المؤمن أكثر ممّا تناسب الفاسق، وواحد منها وهو التنبيه، إن كان بمعنى التذكير فحسب ناسب المؤمن أيضاً، كما ورد في صحيحة محمّد بن مسلم قال: «سمعت أبا عبدالله(عليه السلام)يقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلّا عرض له أمر يحزنه يذكَّر به»(2).

وإن كان بمعنى العذاب ناسب الفاسق والفاجر، وعليه فأكثر الوجوه الماضية حتّى الآن تناسب المؤمن؛ ولهذا ترى بعض الروايات تؤكّد على ضرورة ابتلاء المؤمن ببعض البلاء والمحن، من قبيل: ما عن ذريح المحاربي عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال: «كان عليّ بن الحسين(عليه السلام) يقول: إنّي لأكره للرجل أن يعافى في الدنيا فلا يصيبه شيء من المصائب»(3)، وما عن أبي داود المسترق قال: «قال أبو عبدالله(عليه السلام): دُعي النبي(صلى الله عليه وآله) إلى طعام، فلمّا دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فتقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط ولم تنكسر، فتعجّب النبيّ(صلى الله عليه وآله) منها، فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة فوالذي بعثك بالحقّ ما رزئت شيئاً قطّ. قال: فنهض رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولم يأكل من طعامه شيئاً وقال: من لم يُرزأ فما لله فيه من حاجة»(4)، وماعن عبدالرحمن وأبي بصير عن أبي عبدالله(عليه السلام)قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لا حاجة لله في من ليس له في ماله وبدنه نصيب»(5).

 


(1) المصدر السابق، الحديث 14.

(2) المصدر السابق: 254، الحديث 11.

(3) المصدر السابق: 256، الحديث 19.

(4) المصدر السابق: 256، الحديث 20.

(5) المصدر السابق، الحديث 21.