المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

133

ووصفها له الأطبّاء، وقالوا: طب نفساً فهذا أوانه تؤخذ لك فتأكل منها وتبرأ. فبعث الله ذلك المَلَك فأمره أن يزعج جنس تلك السمكة عن الشطوط إلى اللجج لئلاّ يقدر عليه، فلم توجد حتّى مات المؤمن من شهوته وبعدم دوائه.

فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل ذلك البلد في الأرض حتّى كادوا يفتنون؛ لأنّ الله تعالى سهّل على الكافر ما لا سبيل له إليه وعسّر على المؤمن ما كان السبيل إليه سهلاً، فأوحى الله إلى ملائكة السماء وإلى نبيّ ذلك الزمان في الأرض: أ نّي أنا الله الكريم المتفضّل القادر، لا يضرّني ما اُعطي ولا ينقصني ما أمنع ولا أظلم أحداً مثقال ذرّة، فأمّا الكافر فإنّما سهّلت له أخذ السمكة في غير أوانها ليكون جزاءً على حسنة كان عملها، إذ كان حقّاً ألاّ اُبطل لأحد حسنة حتّى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ويدخل النار بكفره، ومنعت العابد تلك السمكة بعينها لخطيئة كانت منه، فأردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة وإعدام ذلك الدواء، وليأتيني ولا ذنب عليه فيدخل الجنّة»(1).

 

4 ـ رفع الدرجات:

ورد عن أبي يحيى الحنّاط عن عبدالله بن أبي يعفور «قال: شكوت إلى أبي عبدالله(عليه السلام) ما ألقى من الأوجاع ـ وكان مسقاماً (2)ـ فقال لي: يا عبدالله، لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنّى أنّه قُرّض بالمقاريض»(3)، وعن فضيل بن يسار عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «إنّ في الجنّة منزلة لا يبلغها عبد إلّا


(1) اُنظر البحار 67: 233 ـ 234، باب شدّة ابتلاء المؤمن وعلّته، الحديث 48.

(2) كأنّ هذا كلام أبي يحيى الحنّاط يعني أنّ عبدالله بن أبي يعفور كان مسقاماً.

(3) الكافي 2: 255، باب شدّة ابتلاء المؤمن من كتاب الإيمان والكفر، الحديث 15.