المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

132

النظر منّي لأوليائي واستدراج منّي لأعدائي»(1).

 

3 ـ كفّارة الذنوب:

ورد عن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): «ما من الشيعة عبد يقارف أمراً نهيناه عنه فيموت حتّى يبتلى ببليّة تمحّص بها ذنوبه، إمّا في مال وإمّا في ولد وإمّا في نفسه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ وما له ذنب، وإنّه ليبقى عليه الشيء من ذنوبه فيشدّد به عليه عند موته»(2).

وقصّة السمكة التي مضى ذكرها آنفاً وردت بشكل آخر مشتمل على مسألة كفّارة الذنب ولعلّهما قصّتان، فعن مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: «ولقد سمعت محمّداً رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّه كان فيما مضى قبلكم رجلان، أحدهما مطيع لله مؤمن والآخر كافر به مجاهر بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه، وكلّ واحد منهما مَلِك عظيم في قطر من الأرض، فمرض الكافر، فاشتهى سمكة في غير أوانها؛ لأنّ ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج بحيث لا يقدر عليه، فآيسته الأطبّاء من نفسه، وقالوا: استخلف في ملكك من يقوم به، فلست بأخلد من أصحاب القبور، فإنّ شفاءك في هذه السمكة التي اشتهيتها ولا سبيل إليها. فبعث الله مَلَكاً وأمره أن يزعج تلك السمكة إلى حيث يسهل أخذها، فاُخذت له تلك السمكة فأكلها وبرئ من مرضه وبقي في ملكه سنين بعدها.

ثُمّ إنّ ذلك الملِك المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذه منها مثل علّة الكافر، فاشتهى تلك السمكة


(1) البحار 12: 271 ـ 272.

(2) البحار 67: 230، باب شدّة ابتلاء المؤمن وعلّته، الحديث 43.