المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

128

والليلتين نظراً منّي له وإبقاءً عليه، فينام حتّى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زارئٌ عليها، ولو اُخلّي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك، فيصيّره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتّى يظنّ أنّه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حدّ التقصير، فيتباعد منّي عند ذلك وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ، فلا يتّكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من: كرامتي والنعيم في جنّاتي ورفيع درجاتي العلى في جواري، ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا؛ فإنّ رحمتي عند ذلك تداركهم، ومَنّي يبلّغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإنّي أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسمّيت»(1).

وفي حديث آخر عن الصادق(عليه السلام) قال الله عزّ وجلّ: «عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلّا جعلته خيراً له، فليرض بقضائي وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي، أكتبه يا محمّد من الصدّيقين عندي»(2).

وفي حديث ثالث عن الصادق(عليه السلام) بسند صحيح إنّ فيما أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى بن عمران(عليه السلام): «يا موسى بن عمران، ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ من عبدي المؤمن، فإنّي إنّما أبتليه لما هو خير له، واُعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه ما هو شرّ له لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على


(1) الكافي 2: 60 ـ 61، باب الرضا بالقضاء من كتاب الايمان والكفر، الحديث 4.

(2) المصدر السابق، الحديث 6.