المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

123

إلّا أنّ العقل مستقلّ بالحكم بصدق الله عزّ وجلّ بأحد بيانين:

البيان الأوّل: أنّ الكذب نقص عظيم لا يصدر إلّا من الشخص الخسيس والمنحطّ، فأنت لا ترى في البشر من هو كاذب إلّا في السفلة والساقطين، فنسبة الكذب إلى الله تعني نسبة النقص والسقوط والخسّة والانحطاط، وما مضى من برهان الصدّيقين على كونه كمالاً مطلقاً لأنّه الوجود المستقل بذاته برهان على أنّه أعلى وأجلّ من الكذب، تعالى الله علوّاً كبيراً.

والبيان الثاني: أنّ الكذب لا يصدر من العاقل إلّا بأحد سببين: إمّا الجهل، وإمّا الحاجة التي يريد علاجها عن طريق الكذب، وقد مضى في الأبحاث السابقة البرهان على علمه وعلى قدرته.

 

 

 

* * *