المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

122

 

صدق الله(عز وجل)

 

﴿اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً﴾(1).

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً﴾(2).

الصدق حينما ينسب إلى الخبر يعني مطابقته للواقع، وحينما ينسب إلى الوعد يعني وفاءه بالوعد، والظاهر أنّ المقصود بالصدق في الآيتين ما يعمّ المعنيين، بل إنّ خلف الوعد في الله تعالى يستلزم الكذب بالمعنى الأوّل لا محالة؛ لأنّ خلف الوعد إمّا أن ينشأ من البداء بمعناه الحقيقي أو العجز عن الوفاء، والبداء ينشأ من ظهور ما كان مجهولاً لديه قبل ذلك، وقد مضى أنّ الله تعالى منزّه عن الجهل والعجز، وإمّا أن ينشأ من تعمّد المخالفة من حين الوعد، وهذا راجع إلى الكذب.

وعلى أيّة حال فالبحث عن الصدق شقّ من البحث عن العدل أفردناه بالذكر لأهمّيته الخاصّة.

ولولا الصدق لبطل الاعتماد على جميع الأدلّة النقليّة كتاباً وسنّة؛ لأنّنا نحتمل الكذب فيها جميعاً؛ ولبطل الوعد بمجيء يوم القيامة وبالجنّة والنار؛ ولبطلت النبوّة والإمامة بمعناهما المتضمّنين للهداية؛ لاحتمال أنّهما اُرسلا للتضليل، ولا يمكن إثبات نفس الصدق بالدليل النقلي؛ لأنّه دور واضح.


(1) س 4 النساء، الآية: 87 .

(2) س 4 النساء، الآية: 122.