المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

120

نعم قادر قاهر. قال: يقدر أن يدخل الدنيا كلّها في البيضة لا تكبر البيضة ولا تصغر الدنيا؟ فقال هشام: النظرة. فقال له: قد أنظرتك حولاً. ثُمّ خرج عنه، فركب هشام إلى أبي عبدالله(عليه السلام) فاستأذن عليه، فأذن له فقال: يابن رسول الله، أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعوّل فيها إلّا على الله وعليك. فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): عمّاذا سألك؟ فقال: قال لي: كيت وكيت. فقال أبو عبدالله(عليه السلام): يا هشام، كم حواسّك؟ قال: خمس. فقال: أيّها أصغر؟ فقال: الناظر. قال: وكم قدر الناظر؟ قال: مثل العدسة أو أقل منها. فقال: يا هشام، فانظر أمامك وفوقك وأخبرني بما ترى. فقال: أرى سماءً وأرضاً ودوراً وقصوراً وتراباً وجبالاً وأنهاراً. فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): إنّ الذي قدر أن يدخل الذي تراه العدسة أو أقلّ منها قادر أن يدخل الدنيا كلّها البيضة لا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة. فانكبّ هشام عليه وقبّل يده ورأسه ورجليه وقال: حسبي يابن رسول الله. فانصرف إلى منزله وغدا عليه الديصاني، فقال له: يا هشام، إنّي جئتك مسلّماً ولم أجئك متقاضياً للجواب. فقال له هشام: إن كنت جئت متقاضياً فهاك الجواب. فخرج عنه الديصاني فاُخبر أنّ هشاماً دخل على أبي عبدالله(عليه السلام) فعلّمه الجواب، فمضى عبدالله الديصاني حتّى أتى باب أبي عبدالله(عليه السلام)فاستأذن عليه فأذن له فلمّا قعد قال له: يا جعفر بن محمّد، دلّني على معبودي؟ فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): ما اسمك؟ فخرج عنه ولم يخبره باسمه. فقال له أصحابه: كيف لم تخبره باسمك؟ قال: لو كنت قلت له: عبدالله كان يقول: من هذا الذي أنت له عبد؟ فقالوا له: عد إليه فقل له يدلّك على معبودك ولا يسألك عن اسمك. فرجع إليه فقال له: يا جعفر، دلّني على معبودي ولا تسألني عن اسمي. فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): اجلس. وإذا غلام له صغير في كفّه بيضة يلعب بها، فقال أبو عبدالله(عليه السلام): ناولني ياغلام البيضة، فناوله إيّاها فقال له أبو عبدالله(عليه السلام): يا ديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ،