المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

114

المطلق لا ضعف فيه ولا ينقصه شيء دخيل في القدرة، وبالتالي لا تنقصه القدرة ولايحتاج إلى شيء.

 

ثالثاً ـ الدليل العلمي:

وهو نفس الدليل العلمي الذي أثبتنا به وجود الله وأثبتنا به علمه وحكمته؛ إذ نقول: كيف يمكن هذا الخلق العظيم مع أوسع آيات القصد والتدبير، ومع أرقى ما يتصوّر من الإتقان والإحكام من دون قدرة واسعة لا يحدّها شيء؟! وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَات وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِير﴾ فالله هو الذي خلق السماوات السبع والأرض بقشورها أو الأرضين السبع ودبّر الأمر في كلّ سماء وأرض كما أشار إلى ذلك في هذه الآية بقوله: ﴿يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ﴾، وبقوله في آية اُخرى: ﴿يُدَبِّرُ الاَْمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الاَْرْض﴾(1)، وبقوله في آية ثالثة: ﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا﴾(2)، فلو قطع التدبير لحظة واحدة عن كلّ هذا لهلك العالم بأجمعه، وكلّ ما نراه أو نرى إشعاعاً منه من الكواكب والنجوم إنّما هي في السماء الدنيا؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِب﴾(3)، وقوله تعالى:﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيح﴾(4)، وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيح﴾(5). وهذه النجوم التي في السماء حسب التعبير المرويّ عن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): لها مدائن مثل المدائن التي في الأرض، مربوطة كلّ مدينة إلى عمود مربوط من


(1) س 32 السجدة، الآية: 5.

(2) س 41 فصّلت، الآية: 12.

(3) س 37 الصافّات، الآية: 6.

(4) س 41 فصّلت، الآية: 12.

(5) س 67 الملك، الآية: 5.