المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

110

الخمسة أشياء لم يطّلع عليها ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، وهي من صفات الله عزّ وجلّ»(1).

وروي في پيام قرآن(2) عن نور الثقلين عن الإمام الصادق(عليه السلام): «ألا اُخبركم بخمسة لم يطّلع عليها أحد من خلقه؟ قلت: بلى. قال(عليه السلام): ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾».

ومن الطريف ما رواه ابن أبي الحديد من أنّ إنساناً قال لموسى بن جعفر(عليه السلام): «إنّي رأيت الليلة في منامي أ نّي سألتك: كم بقي من عمري؟ فرفعت يدك اليمنى وفتحت أصابعها في وجهي مشيراً إليّ، فلم أعلم خمس سنين أم خمسة أشهر أم خسمة أيّام؟ فقال: ولا واحدة منهنّ، بل ذاك إشارة إلى الغيوب الخمسة التي استأثر الله تعالى بها في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَة ...)»(3).

ومن الطريف أيضاً ما روي في تفسير كنز الدقائق وخرّجه المخرّج من كتاب أنوار التنزيل: «إنّ ملك الموت مرّ على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه، فقال الرجل: من هذا؟ فقال: ملك الموت، فقال: كأنّه يريدني فاؤمر الريح أن تحملني وتلقيني بالهند، ففعل، فقال الملك: كان دوام نظري إليه تعجّباً منه إذ اُمرتُ أن أقبض روحه بالهند وهو عندك»(4).

وإن كنّا نحن والمقدار المستفاد لنا من ظاهر الآية المباركة لم يكن مجال للاعتراض عليها بأنّ علم اليوم يكشف عن ذكورة الجنين واُنوثته وهو في الرحم؛ وذلك عن طريق النظر اليه بالوسائل الحديثة. والوجه في عدم ورود هذا


(1) تفسير البرهان 3: 280.

(2) پيام قرآن 4: 82.

(3) شرح ابن أبي الحديد 8: 217.

(4) كنز الدقائق 10: 274.