المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

108

5 ـ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير﴾(1).

6 ـ﴿إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْض تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾(2).

7 ـ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاِْنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد﴾(3).

وفيما يلي نذكر بعض وجوه الاستدلال على علمه المطلق سبحانه وتعالى:

1 ـ إنّ إطلاق علمه يكون من قبيل التوحيد الذي قلنا فيه: إنّه يمكن الاستدلال عليه بالدليل النقلي، وليس من قبيل أصل وجود الله الذي يتوقّف عليه كلّ دليل نقلي، فبعد إثبات وجود الله وما يأتي من صدقه ينفتح باب تسلسل الحديث في الأدلة النقليّة القطعيّة لإثبات جميع العقائد الاُخرى، والنقل القطعي كتاباً وسنّة ثابت على علم الله المطلق بشكل لا غبار عليه.

2 ـ إنّ برهان الصدّيقين يثبت علم الله المطلق؛ لأنّه أثبت أنّ ما عدا الوجود المستقل كلّه وجود ربطيّ لا استقلال له في ذاته، فكلّه حاضر لدى الوجود المستقل بالعلم الحضوري دون الحصولي، والحجاب بين العالم وبعض الاُمور إن كان يتصوّر فإنّما يتصوّر في الاُمور المنفصلة عنه والتي يتوقف العلم بها على انطباع الصورة عنها في الذهن، فإذا انطبعت حصل العلم الحصولي وإلّا حصل الجهل، وأمّا ما يكون حاضراً لدى الله سبحانه وتعالى فلا معنى لفرض جهله به.

3 ـ إنّ برهان النظم والحكمة الذي كان فيما مضى من أهمّ أدّلتنا على وجود


(1) س 67 الملك، الآية: 13 ـ 14.

(2) س 31 لقمان، الآية: 34.

(3) س 50 ق، الآية: 16.