297

ترى أنّ إقرار القرآن لعبوديّة شخص لشخص في هذه الآية يعني إقراره للشرك؟!

وكذلك الحال في قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْء...﴾(1).

وكذلك الحال فيما ورد في الكتب الفقهيّة والكتب الروائيّة لدى الشيعة والسنّة من أباب كثيرة تتكلّم عن أحكام العبيد والإماء، من قبيل: أبواب استعباد الأسير في الحرب، ومن قبيل أبواب العتق، وغير ذلك، أفهل يعني كلّ هذا: أنّ الكتاب والسنّة والفقه جميعاً أقرّت نظام الشرك؟!

(المسألة: 29) هل يسمح للإنسان بالرقّ والعبوديّة، وكيف يكون الإنسان عبداً للإنسان بينما الجميع هم عبيد الله؟

الجواب: لا يجوز للإنسان أن يجعل نفسه رقّاً للآخر، فلا تكن عبداً لغيرك وقد خلقك الله حرّاً. أمّا العبوديّة في باب الحرب والأسر فهي حكم استثنائي من قبل الشريعة لمصالح اجتماعيّة خاصّة.

(المسألة: 30) هل يجوز للمؤمن أن يهدي ثواب بعض الأعمال لأبويه المخالفين؟

الجواب: يجوز ذلك ما لم يكونا معاندين ولا ناصبين، ولكن قبول ذلك يرجع إلى الله سبحانه وتعالى وليس إلينا.

(المسألة: 31) هل ورد دليل معتبر على وجوب تكذيب مدّعي رؤية الإمام الحجّة ـ عجّل الله فرجه ـ زمن الغيبة الكبرى؟

الجواب: الموجود هو التوقيع المعروف.

(المسألة: 32) هل ورد دليل معتبر بمضمون: أنّ من رأى أحد المعصومين(عليهم السلام)في المنام فكأنّما رآهم واقعاً؟


(1) سورة النحل، الآية: 750.

298

الجواب: في زماننا لا يوجد مصداق لذلك؛ لأنّنا لم نرَ المعصوم في اليقظة، حتّى نعرف أنّ الذي رأيناه في المنام كان هو المعصوم الذي رأيناه في اليقظة سابقاً.

(المسألة: 33) هل مجرّد عروض الشكّ في بعض اُصول الدين يوجب الكفر مع أنّ الشكّ من لوازم الإنسان الباحث، أو أنّ ما يوجب الكفر هو خصوص البناء على الشكّ والركون إليه؟

الجواب: مع الالتزام القلبي بالاُصول مدّة سعيه لعلاج الشكّ لا يتحقّق الكفر.

(المسألة: 34) إذا نطق شخص بالشهادتين ثمّ تراجع وبقي مردّداً، هل نحكم عليه بالارتداد؟

الجواب: إذا شهد حقّاً الشهادتين ثمّ تراجع كان مرتدّاً ملّيّاً.

(المسألة: 35) إنّي كثيراً مّا أسمع من المؤمنين ينقلون عن الفقهاء أنّ كلّ مكروه جائز، فإنّي لا أحصل على قناعة نفسيّة حول تجويز المكروه، فكيف يجوز ارتكاب المكروه؟

الجواب: إنّك قد تنهى ابنك عن الدخول في البحر نهياً باتّاً خشية غرقه في الماء؛ لأنّه لا يعرف السباحة، وقد لاتنهاه نهياً باتّاً عن ذلك، ولكن ترجّح له عدم دخول الماء؛ ذلك لأ نّك واثق بمعرفته للسباحة، ولا تخشى عليه الغرق ولكنّك تحتمل استبراده من دخول الماء، ولم يكن الاستبراد المحتمل قويّاً كي تمنعه أيضاً عن دخول الماء، فترخّصه في دخول الماء، ولكن ترجّح له عدم الدخول خشية استبراد مختصر، فهو إن دخل الماء لم يعصِ أوامرك؛ لأ نّك لم تمنعه عن ذلك، ولكنّه في نفس الوقت فعل ما كان الأفضل تركه؛ لأ نّك رجّحت له عدم دخول الماء.

كان هذا مثلاً عُرفيّاً لتوضيح الفكرة. وأحكام الشريعة الإسلاميّة من هذا القبيل، فمنها ما يكون مشتملاً على نهي باتّ كما في شرب الخمر، ولعب القمار، وما إلى

299

ذلك ممّا شخّصت الشريعة فيها مفسدة كبيرة فمنعتها منعاً باتّاً. وهذا هو الذي يسمّى بالحرام، ومنها ما لا يكون مشتملاً على نهي باتّ، ولكن الشريعة رجّحت تركه على إثر مفسدة مختصرة لم تكن تتطلّب النهي الباتّ، فرخّصت الشريعة في فعله، وفي نفس الوقت رجّحت الترك، وهذا ما سمّي بالمكروه، ويمثّل له بإخراج الصائم الدم المُضعف من بدنه أو استعماله للعطور وما إلى ذلك.

(المسألة: 36) ما هي وجهة نظر الشارع المقدّس حول رجوع الروح بعد موت صاحبها إلى عالم الدنيا وحلولها في جسد آخر؟

الجواب: هذا غير صحيح.

(المسألة: 37) ما هو علم الإمام(عليه السلام)؟ وهل ينحصر بالعلوم الدينيّة؟

الجواب: قد ورد في بعض الروايات: أنّ الأئمّة(عليهم السلام) متى ما أرادوا أن يعلموا شيئاً علموا به، وهذا بالنسبة لغير العلوم الدينيّة. أمّا العلوم الدينيّة فهي ثابتة لديهم دائماً.

(المسألة: 38) هل الإمام(عليه السلام) يعلم الغيب؟ وعليه كيف أكل الإمام الرضا(عليه السلام)العنب وهو يعلم أنّه مسموم؟

الجواب: علم الإمام بسُمّ العنب لا يمنعه عن أكله حينما يكون مأموراً من قبل الله تعالى بأكله، وعند ذلك ترتفع حرمة الإضرار بالنفس.

(المسألة: 39) هناك حديث عن النبي(صلى الله عليه وآله) يقول: «الطيرة شرك»، فكيف نوفِّق بين هذا الحديث والحديث المرويّ عن الإمام عليّ(عليه السلام) في ليلة ضربته عندما صاح الوَزّ أمامه فقال: «صوائح تتبعها نوائح»، وهل هذا تطيّر، أو لا؟

الجواب: لم يكن تطيّراً، بل كان إخباراً عن المستقبل.

(المسألة: 40) كيف تثبت عصمة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)؟

الجواب: إنّ سفير الله سواء كان على مستوى النبوّة أو الإمامة ليس بإمكانه أن يكون سفيراً له ما لم يدرك عظمته، كالسلطان الذي لا يجعل كلّ أحد سفيراً له،

300

والإنسان الذي أدرك عظمة الله يصبح من غير المعقول أن يعصيه، وهذا هو معنى ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين﴾.

(المسألة: 41) كيف اكتسب الأئمّة(عليهم السلام) درجة العصمة؟ هل باجتهادهم أو بهبة الله تعالى إيّاها لهم؟ وعلى الثاني كيف يتصوّر الفضل لهم(عليهم السلام) في ذلك؟

الجواب: العصمة درجة من كمال النفس، لا يتصوّر معها صدور معصية أو سهو، وهذا لا يعني عدم قدرة المعصوم على المعصية كي لا يكون له فضل في ذلك، فالعصمة هي عين الفضل قد وهبها الله تعالى لنفوس مؤهّلة لقبول ذلك.

(المسألة: 42) هل عصمة الإمام المعصوم(عليه السلام) تحتاج إلى استعداد جسميّ خاصّ؟

الجواب: لا علاقة للعصمة باستعداد جسمانيّ خاصّ.

(المسألة: 43) نلاحظ من خلال الأدعية أنّ الأئمّة(عليهم السلام) كانوا كثيري التضرّع والدعاء وطلب التوبة من الله، والسؤال هو: لماذا كلّ هذا التضرّع والبكاء والتوبة وهم معصومون كما نعلم؟ فهل أنّهم ارتكبوا ذنباً (والعياذ بالله)؟

الجواب: هذا الأمر يعود إلى قانون «حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين»، والمقام لا يسع لشرحه هنا.

(المسألة: 44) هل أنّ مقام العصمة كملكة العدالة لا تهتزّ إذا كان صاحبه فقط ممتثلاً للواجب وتاركاً للحرام وإن عمل المكروه بأكثره وترك المستحبّ بأكثره؟

الجواب: العصمة لها درجات، فالعصمة عن المعصية لا تهتزّ بفعل المكروه.

(المسألة: 45) بالنظر إلى أنّ المعجزة المرافقة لادّعاء النبوّة يجب أن تكون مفهومة لعامّة الناس، ومعجرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)في الوقت الحاضر هي القرآن الكريم، وبما أنّ إدراك إعجاز القرآن يصعب على أبناء اللغة العربيّة فضلاً عن بقيّة الناس، والذي يستطيع إدراك إعجاز القرآن هي مجموعة قليلة من علماء الإسلام وذلك بعد سنوات طويلة من الدراسة والتحقيق، ومع هذه الحالة لو أراد إنسان

301

أجنبي (لا يعرف العربيّة) أن يسلم فكيف يمكنه أن يؤمن بنبوّة النبي(صلى الله عليه وآله) عن طريق هذه المعجزة؟

ولو قلتم بكفاية درك إعجاز القرآن بالاعتماد على آراء الغير فكيف الحال إذا كان هذا الكافر لا يثق بكافّة العلماء؟

الجواب: إعجاز القرآن لا ينحصر في بلاغته فحسب، بل هناك طرق اُخرى لإثبات ذلك كالإخبار عن المغيّبات التي جاءت في القرآن ثمّ وقعت بعد ذلك، وهذه الاُمور مفهومة لعامّة الناس.

وأمّا البلاغة التي لا يدركها عامّة الناس ولا سيّما غير العرب فيمكن الاعتماد على المتخصّصين في هذا الفنّ وهم مجمعون على ذلك.

(المسألة: 46) هل يستطيع الأئمّة(عليهم السلام) أن يأتوا بالمعجزات؟ وهل هناك حوادث إعجازيّة جرت على أيديهم الكريمة فعلاً؟ وهل من الضروري إيجاد تفسير عقلي للمعجزة؟

الجواب: قد صدرت على أيدي الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) كرامات كثيرة ممّا يعجز عنها قانون الطبيعة، ولا تفسير للمعجزة عدا خرق قوانين الطبيعة، ويكون هذا من قبل الله تعالى خالق الطبيعة بطلب من المعصومين والأولياء، أو يكون منهم بإقدار الله تعالى إيّاهم على ذلك، قال الله تعالى: ﴿وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي﴾.

(المسألة: 47) هل طول عمر الإمام المهدي ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ أمر طبيعي، أو هو معجزة؟

الجواب: يمكن أن يكون طبيعيّاً، ويمكن أن يكون إعجازاً.

(المسألة: 48) هل يمكن أن يحصل كشف أو كرامات لبعض العلماء كأن يمشي على الماء مثلاً؟

الجواب: يمكن ذلك.

302

(المسألة: 49) ما هي عقيدتنا نحن الشيعة في الرجعة؟

الجواب: نحن الشيعة نؤمن برجعة الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) مع الأولياء الخُلّص في الولاء والأعداء الخُلّص في العداء.

(المسألة: 50) إلى أين ذهب النبي(صلى الله عليه وآله)؟ وأين السماء السابعة؟ وهل كان معراج النبي جسميّاً؟

الجواب: دلّت الروايات على وقوع عروج النبي(صلى الله عليه وآله) بجسمه إلى جميع السماوات.

(المسألة: 51) هل نار جهنّم مثل نار الدنيا لكنّها أشدّ حرارة، أو هي نار لا يمكن لعقولنا أن تدركها؟

الجواب: نار جهنّم في عالم البرزخ نار مثاليّة، وفي يوم القيامة نار جسمانيّة أشدّ حرّاً من نار الدنيا بدرجة يعلمها الله تعالى. هذا ما يظهر ممّا بأيدينا من الآيات والروايات.

(المسألة: 52) ما هو عالم الذرّ؟

الجواب: يبدو من الروايات أنّ عالم الذرّ المشار إليه في الآية الكريمة عالم أخذ الله فيه الميثاق من بني آدم، نتجت منه المعرفة الفطريّة الموجودة في عالم الدنيا في الناس رغم أنّهم نسوا ذاك الموقف، فعالم الذرّ منسيّ ولكن المعرفة ثابتة.

(المسألة: 53) هل يجوز إقامة مجلس الفاتحة لرجل مسلم تارك الصلاة؟

الجواب: يجوز ذلك ما لم تترتّب عليه مفسدة إسلاميّة.

(المسألة: 54) هل الإمام المهدي ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ يتّصل بالمراجع حفظهم الله؟ وإذا كان الجواب بالسلب فمن يضمن أنّ المراجع غير مخطئين في فتاواهم؟ وكيف يمارس الإمام المهدي ـ عجّل الله فرجه ـ حجّته على البشر؟

الجواب: لا يتّصل بهم في زمان الغيبة الكبرى، ولكنّهم مأمورون من قبله في

303

بعض الأحاديث التي وردت عنه في زمن الغيبة الصغرى بممارسة النيابة عنه إلى آخر أيّام الغيبة. أمّا فتاواهم فهي مستنبطة من الكتاب والسنّة، وحينما يخطأون بعد استفراغ الوسع فهم معذورون.

(المسألة: 55) يرجى التفضّل بإعطاء نبذة مختصرة عن كيفيّة نشوء الحوزة العلميّة بشكل عامّ، وعن نشوء الحوزة العلميّة في النجف الأشرف بشكل خاصّ؟

الجواب: تأسّست الحوزة العلميّة في زمن الإمام الصادق(عليه السلام) على يده المباركة، وتمثّلت في طلاّبه الكرام أمثال: زرارة بن أعين ونظرائه من أجلاّء الأصحاب، وقد ازدهرت الحوزة العلميّة في الكوفة على يد زرارة وأمثاله من طلاّب الإمام الصادق(عليه السلام). ثمّ انتقل العلم من ظهر الكوفة إلى قم المقدّسة في أواخر أيّام الإمام الرضا(عليه السلام) متجسّداً في ثلّة من أصحاب الأئمّة(عليهم السلام)القمّيين أمثال: أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي وغيره. أمّا الحوزة العلميّة في النجف الأشرف، فقد تأسّست على يد رائدها العظيم الشيخ الطوسي(رحمه الله)الذي انتقل من بغداد إلى النجف في سنة (449 هـ)، وأسّس فيه حوزة فتيّة اتّبعت بعد وفاته آراء الشيخ(رحمه الله)قرابة مئة عام إلى أن قويت واشتدّ ساعدها، فشرعت في الإبداع والتجديد والاستنباط في شتّى العلوم الإسلاميّة إلى أن توّجت هذه الحوزة المباركة في آخر أمرها بزعيم علميّ وسياسيّ واجتماعيّ وروحيّ عقمت النساء أن يلدن مثله ألا وهو: اُستاذنا الشهيد آية الله العظمى السيّد محمّد باقر الصدر تغمّده الله برحمته.

(المسألة: 56) ما هو تفسيركم لما يروى «العبوديّة جوهرة كُنهها الربوبيّة»؟

الجواب: يعني: أنّ العبد قد يصل في مقام العبوديّة إلى مستوى قاب قوسين أو أدنى من الربّ، أو يعني: عبدي أطعني أجعلك مِثلي أو مَثَلي.

(المسألة: 57) ما هي الأوجه المحتملة لتوجيه كلام الإمام عليّ(عليه السلام)والذي مضمونه: «نحن صنائع ربّنا، والناس صنائع لنا»؟

304

الجواب: الصنائع جمع صانع وهو بمعنى العامل والتلميذ، كما يقال عن الذين يعملون تحت يد البنّاء: إنّهم صنّاعه، فالمعنى: أنّنا نعمل تحت يد الله سبحانه وبإرشاده، والناس يعملون تحت يدنا وإرشادنا.

(المسألة: 58) في واقعة صفّين تنزّه الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام)عن قتل الملعون عمرو بن العاص، فما هي المصالح المترتّبة على ترك الإمام(عليه السلام)قتل عمرو بن العاص رغم عظم خطره ودهائه على الإسلام والمسلمين؟

الجواب: لو صحّ ما هو المنقول في التأريخ من قصّة كشف عورته ممّا سبّب ترك الإمام(عليه السلام)قتله رجع ذلك إلى مصالح غيبيّة يعلمها الإمام(عليه السلام)، فيكون السؤال من قبيل أن نسأل: أنّ الله لماذا خلقه مع علمه بعظم خطره على الإسلام والمسلمين؟

(المسألة: 59) هل كان آدم(عليه السلام) هو الإنسان الأوّل، أو قبلهُ آدم؟

الجواب: ورد في بعض الروايات وجود آدم أو أوادم وعالَم أو عوالم قبل آدمنا(عليه السلام)وعالَمنا، والله أعلم بحقيقة الحال.

(المسألة: 60) يومئ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ إلى أنّ الإنسان ليس أفضل الموجودات بقرينة (على كثير)، فهل هناك وجودات أشرف من الإنسان؟

الجواب: المَلَك في بداية وجوده أفضل من غالب البشر في بداية تولّدهم، ولكن للبشر القدرة على أن يصل بترويض النفس والتربية إلى ما فوق المَلَك بدرجات كبرى.

(المسألة: 61) ما رأيكم بقاعدة التسامح بأدلّة السنن؟ وهل هي ثابتة عندكم؟

الجواب: قاعدة التسامح غير ثابتة عندنا، وإنّما الثابت أنّ من عمل بما بلغه فيه الثواب رجاءً كان مثاباً على أثر الانقياد، وليس على أثر الاستحباب.

(المسألة: 62) هل ترون أنّ دراسة الفلسفة الإسلاميّة أمرٌ مهمٌّ وضروري لطالب الحوزة في أيّامنا هذه؟

305

الجواب: دراسة الفلسفة بأكثر من المستوى الموجود في مثل كتاب «فلسفتنا» لإثبات الله وتوحيده ليست فيها ضرورة عامّة. نعم، قد تتّفق ضرورة وجود بعض المتخصّصين، إلّا أنّ هذا ليس أمراً عامّاً.

(المسألة: 63) ما هو التصوّف؟ وهل يجوز اعتناق مذهب التصوّف؟ وهل من علمائنا من له هذا المذهب؟

الجواب: المذهب الصحيح هو مذهب أئمّتنا(عليهم السلام)، والتصوّف ليس من أئمّتنا رغم أنّهم نسبوه إلى عليّ(عليه السلام).

(المسألة: 64) في العراق مجموعة من أصحاب السلوك المنحرف يدّعون أنّ الصلاة والصوم واجبات ظاهريّة لا معنى لها أمام التفكّر في المعنى الإلهي، وهم يبثّون أفكارهم في الوسط الديني بشكل علني، كيف نواجه هذه المجاميع المنحرفة؟

الجواب: إنّما يتقبّل الله من المتّقين، ومن لا تقوى له لا يقيم الله لعمله وزناً، ومن يستهين بالصلاة والصوم والواجبات بحجّة أنّه لا معنى لها أمام التفكّر في المعنى فهو شيطان مجسّد في هيكل إنسان.

(المسألة: 65) هل من الممكن الاعتماد على الجهود الذاتيّة في السير والسلوك وفق الفطرة التكوينيّة والعباديّة؟

الجواب: لم يرد الله من عامّة الناس إلّا ظاهر الشريعة المسطور في الفقه.

(المسألة: 66) هل إيجاد المرشد العرفاني يتمّ من خلال التوفيق الإلهي، أو من خلال الإرادة الإنسانيّة؟

الجواب: لا حاجة إلى المرشد، ورُبَّ مرشد يضلّ عن الطريق، وإنّما الواجب هو أخذ الأحكام من مرجع صالح.

(المسألة: 67) ما هو رأيكم في العزلة والابتعاد عن الناس بقصد الخلوة والتعبّد، هل تنصحون بذلك؟

306

الجواب: لا توجد العُزلة بمعناها الصوفي في الشريعة الإسلاميّة، وعُزلة المؤمن تكون في مثل صلاة الليل و ﴿ إنّ لك في النهارِ سَبْحاً طويلاً﴾.

(المسألة: 68) هناك بعض الإخوة الذين يقلّدون سماحتكم يرغبون في الحصول على كمالات روحيّة ولكنّهم حائرون ولا يدرون أيّ طريق يسلكون، بماذا تنصحهم؟

الجواب: أنصحهم بتقوى الله وترك المحارم والتزام الواجبات، فمن ترك المحارم والتزم الواجبات لم يسأله الله تعالى في يوم القيامة عن شيء وراء ذلك.

(المسألة: 69) هل الحصول على المعرفة الإلهيّة والعرفان يتطلّب التفرّغ للعبادة تماماً، أو غير ذلك، نرجو هدايتنا للمنهج المستقيم؟

الجواب: المعرفة بمعنى إثبات وجود الله تتمّ بدراسة أدلّة التوحيد، والمعرفة بمعنى صفاء النفس تتمّ عن طريق طاعة الله، وليست العبادة إلّا شعبة من شعب الطاعة، كما أنّ الجهاد شعبة اُخرى من شعب الطاعة، وكما أنّ الورع والتقوى شعبة اُخرى من شعب الطاعة.

(المسألة: 70) هل يمكن الانتقال من حال التوبة إلى حال أرقى في فترات متقاربة، أو التدرّج التكاملي يحصل بشكل تدريجي، نرجو من سماحتكم توضيح ذلك؟

الجواب: التدرّج أمر طبيعي، والدفعيّة لا تكون إلّا في المعصوم(عليه السلام).

(المسألة: 71) ما هي صفات المتوكّل؟

الجواب: المتوكّل يصبح صاحب النفس المطمئنّة ولا تهزّه العواصف.

(المسألة: 72) كيف يتخلّص السائر في طريق العرفان من متاهة النفس التي التذّت بهذا الطريق حبّاً بتكاملها، أي: أنّ النفس تعشق هذا الطريق، أو تعشق العبادة لبروزها وكراماتها فقط وليس حبّاً بالآخرة وجزائها؟

الجواب: الطريق الكامل هو العمل لمرضاة الله، لا للدنيا ولا لثواب الآخرة، ويكون ثواب الآخرة منظوراً بالضمن، أمّا الأصل فهو العمل لرضا الله ومن مبدأ حبّ الله.

307

(المسألة: 73) ما هي المعاني العرفانيّة للاستغفار؟ هل الاستغفار يتوقّف على التلفّظ والنيّة، أو هناك أمرٌ آخر؟

الجواب: لا يتوقّف الاستغفار على التلفّظ ويكفي فيه النيّة، والتلفّظ أيضاً لا يخلو من ثواب، وهو طلب المغفرة على ما كان لديه من تقصير أو قصور كلٌّ بمستواه.

(المسألة: 74) ما المقصود بمعرفة النفس التي تدلّ على معرفة الله سبحانه وتعالى؟

الجواب: المقصود معرفة فقرها وحاجتها ونقائصها وقدرتها على رقيّ مدارج الكمال، ومعرفة فجورها وتقواها وقابليّاتها وكونها تجلّياً من تجلّيات الربّ وآية على عظمة الربّ:

أتزعم أنّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

دواؤك فيك وما تشعر *** وداؤك منك وما تبصر

وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المضمر

(المسألة: 75) ما الفرق بين الاتّجاه العرفاني والاتّجاه الصوفي؟

الجواب: لا نؤمن لا بالاتّجاه الصوفي ولا بالاتّجاه العرفاني الذي هو في خطّ الاتّجاه الصوفي، وإنّما نؤمن بعرفان أهل البيت(عليهم السلام) الذي هو المقصود في قول الإمام عليّ(عليه السلام)في دعاء كميل: «يا غاية آمال العارفين».

(المسألة: 76) لقد أفتى كافّة المراجع بحرمة اتّباع فرقة الدراويش واعتبروا طريقتهم طريقة ضالّة، إلّا أنّني شاهدت بعض الكرامات التي صدرت من قطب الدراويش (شيخهم)، فهل يمكن أن تصدر كرامات من الإنسان الضالّ؟

الجواب: اتّباع طريق فرقة الدراويش حرام، وما شوهد ليست كرامات، بل هي اُمور تحدث بقوّة الجنّ أو الشياطين، أو بقوّة روح القطب التي قوّاها بطرق غير رحمانيّة حيث يُتَصوّر أنّها كرامات أحياناً.

(المسألة: 77) هل هناك علاقة عرفانيّة تكامليّة بين الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر؟ ما هي هذه العلاقة؟ وكيف يؤثّر الطرف الأوّل بالطرف الآخر؟

308

الجواب: الجهاد مع النفس يزيد في إخلاص الشخص في جهاده مع العدوّ.

(المسألة: 78) هل يجوز استخدام طريقة طيّ الأرض؟

الجواب: يجوز.

(المسألة: 79) هل يمكن الاعتقاد بأنّ أمير المؤمنين(عليه السلام)أفضل من غيره من الأئمّة(عليهم السلام)؟ وهل هناك تفاضل بين الأئمّة(عليهم السلام)، أو لا؟

الجواب: في أمثال هذه الاُمور لا يجب الاعتقاد بشيء معيّن، بل يكفي أن نقول: آمنّا بما آمن به جعفر بن محمّد(عليهما السلام).

(المسألة: 80) هل الإيمان بالولاية التشريعيّة والتكوينيّة للمعصومين(عليهم السلام)شرط في تشيّع الإنسان؟ وما هي حدود الإيمان بهما؟

الجواب: الولاية التشريعيّة لا شكّ فيها، والولاية التكوينيّة يكفي فيها أن يقول المؤمن: آمنت بما آمن به جعفر بن محمّد(عليهما السلام).

(المسألة: 81) شخص يؤمن بإمامة الأئمّة الاثني عشر(عليهم السلام)من دون الاعتقاد بحياة الإمام المهدي(عليه السلام)، أو يؤمن بقدرة الأنبياء(عليهم السلام) على الإتيان بالمعجزات ولا يؤمن بذلك للأئمّة(عليهم السلام)، فهل يعتبر خارجاً عن المذهب الحقّ؟

الجواب: الخروج من المذهب الحقّ مقولٌ بالتشكيك، فمن خالف بعض مسلّمات من هذا القبيل يكون خروجه من المذهب الحقّ بقدر مخالفته.

(المسألة: 82) ما هي تفاصيل الإيمان باُصول الدين حتّى يكون المكلّف محسوباً على أهل البيت(عليهم السلام)مع الإيمان بها، ومع العدم لا يكون محسوباً عليهم؟

الجواب: يكفي الإيمان باُصول الدين الخمسة المعروفة، مع أن يقول على الإجمال في غير الاُصول الخمسة: آمنتُ بما آمن به جعفر بن محمّد الصادق(عليهما السلام).

(المسألة: 83) هل الثواب مترتّب على ذات العمل من دون مدخليّة للعامل، أو للعامل دخلٌ في تحديد الثواب؟ وهل ينطبق ذلك على المعصومين(عليهم السلام)؟

309

الجواب: الثواب مترتّب على ذات العمل، ويوجد عاملان مؤثّران في مقداره: أحدهما مقدار الإخلاص، والثاني مقدار التضحية.

(المسألة: 84) يقال بأنّ كلّ محدود له حادّ، والعالم الإمكاني محدود فله حادّ، في هذا القياس المنطقي كيف تثبت هذه المقدّمة «كلّ محدود له حادّ»؟ وما هو المقصود من الحادّ؟

الجواب: الدليل الأوضح هو النظم والحكمة المسيطران على العالم.

(المسألة: 85) ورد في زيارة وارث: «إنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم»، ما معنى هذه العبارة؟

الجواب: الظاهر أنّ موقن مرتبط بما بعده، أي: موقن بشرائع ديني.

(المسألة: 86) ما هو رأيكم الشريف في زيارة عاشوراء سنداً ومتناً؟ علماً بأنّ السيّد الخوئي(رحمه الله)قد سُئل عن الزيارة الواردة في كتاب «مصباح المتهجّد» للشيخ الطوسي(رحمه الله): هل تجزي عن الزيارة الواردة في كتاب «كامل الزيارات» لابن قولويه؟ فقد أجاب بالإجزاء.

وما هو رأيكم في الزيارة الواردة في كلا الكتابين؟ وهل قول السيّد الخوئي(رحمه الله)«يجزي» يدلّ على أنّ الزيارة صحيحة سنداً ومتناً، أو لا؟

الجواب: من المستحسن زيارة الأئمّة(عليهم السلام) بكلّ الزيارات الواردة، والسند في المستحبّات ليس مهمّاً؛ لأنّ الله تعالى سيعطي الثواب الموعود على كلّ حال وفقاً لروايات (من بلغ).

(المسألة: 87) بعض المؤمنين يذهبون مشياً على الأقدام لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، فهل يوجد تأييد من قبل الشارع المقدّس لهذه الظاهرة؟ وهل يوجد من سار على قدميه في زمن أحد الأئمّة(عليهم السلام)وأقرّوه؟ وبعض المؤمنين الذين هاجروا من العراق إلى إيران وحُرِمُوا من زيارة مرقد الإمام الحسين(عليه السلام)قاموا

310

بالسير على الأقدام إلى مرقد الإمام الرضا(عليه السلام)، فهل يوجد ربط بين ذلك السيروهذا؟ وهل يحسب له نفس الأجر والثواب؟

الجواب: وردت روايات عديدة في زيارت الإمام الحسين(عليه السلام)ماشياً، ولكنّي لم أجد ذلك في المشي في زيارة الإمام الرضا(عليه السلام). نعم، الروايات في أصل الثواب في زيارة الإمام الرضا(عليه السلام) كثيرة من دون فرق بين المشي والركوب.

(المسألة: 88) هل رجع الإمام السجّاد(عليه السلام) إلى كربلاء يوم الأربعين (العشرين من صفر)؟

الجواب: هذا وارد في بعض التواريخ، ويحتمل أنّه كان في سنة اُخرى بعد الرجوع إلى المدينة المنوّرة.

(المسألة: 89) ما حكم لبس السواد في شهري محرّم وصفر؟ وما حكم الصلاة فيه في كلّ وقت؟

الجواب: روايات باب هذه المسألة كثيرة، ولكنّها غير تامّة سنداً، فمن ترك لبس السواد رجاء مطلوبيّة الترك خصوصاً في الصلاة يثاب إن شاء الله، ومن لبس السواد برجاء كونه شعاراً لعزاء الحسين(عليه السلام)يثاب أيضاً إن شاء الله.

(المسألة: 90) الأموال التي تبذل لخطّ الإمام الحسين(عليه السلام)هل تعتبر صدقة؟

الجواب: ليست هي الصدقة المعروفة، ولكنّنا نأمل من الله تعالى أن يرتّب آثار الصدقة عليها.

(المسألة: 91) هناك رواية في مفاتيح الجنان ـ في أعمال ليالي الجمعة ـ يظهر منها كراهة قراءة الشعر في ليلة الجمعة، ومن قرأ الشعر حُرم من الثواب، فما قيمة هذه الرواية؟

الجواب: الأحوط استحباباً العمل بها.

(المسألة: 92) هل الحديث: «لا عدوى ولا طيرة» صحيح سنداً؟

الجواب: نعم صحيح.

311

 

القسم الثاني

في المعاملات

 

 

 

○ كتاب ما يحرم قوله أو فعله.

○ كتاب ما يحرم التكسّب به.

○ كتاب البيع.

○ كتاب القرض والربا.

○ كتاب الشركة والمضاربة.

○ كتاب الإجارة.

○ كتاب النذر واليمين والعهد.

○ كتاب الهبة.

○ كتاب الوقف.

○ كتاب الوصيّة.

○ كتاب الإرث.

○ كتاب النكاح وعلاقات الرجل بالمرأة.

○ كتاب الأطعمة والأشربة والذباحة والصيد.

○ كتاب الغصب والضمان.

○ كتاب اللقطة والضالّة ومجهول المالك.

○ كتاب الحدود والديات.

○ مسائل متفرّقة.

313

المعاملات

1

 

 

 

 

 

كتاب

ما يحرم قوله أو فعله

 

 

 

○ الفصل الأوّل: مسائل في الكذب والتورية.

○ الفصل الثاني: مسائل في الغيبة.

○ الفصل الثالث: مسائل في اللجوء إلى الدول الكافرة.

○ الفصل الرابع: مسائل في العلاقات مع غير المسلمين.

○ الفصل الخامس: مسائل في التمثيل.

○ الفصل السادس: مسائل متفرّقة في المحرّمات.

 

 

315

 

 

 

 

 

الفصل الأوّل

مسائل في الكذب والتورية

(المسألة: 1) ما هي الموارد التي يجوز فيها الكذب؟

الجواب: الكذب حرام في غير ما إذا ترتّب عليه واجب أهمّ، أو النجاة من الهلاك، أو نجاة المظلوم، أو إنقاذ الحقّ من يد الظالم، أو دفع الظلم، ونحو ذلك.

(المسألة: 2) هل يجوز إشاعة التهم ضدّ الأحزاب الكافرة أو المنحرفة كالشيوعيّة والديمقراطيّة والقوميّة، لأجل تشويه سمعتها لإبعاد من يفتتن بها؟

الجواب: اكشفوا عن هويّتهم بإبراز الحقائق وإبانة الواقع، لا بالكذب.

(المسألة: 3) هل يجوز الكذب على غير المسلم؟

الجواب: مجرّد كونه غير مسلم ليس مسوّغاً للكذب.

(المسألة: 4) الزواج بالنسبة للمجاهد الذي لا يريد فضح هويّته للمرأة التي يرغب الزواج منها جائز، أم لا، مع العلم أنّه مطارد من قبل النظام؟

الجواب: إن لم يشتمل ذلك على التزوير على الزوجة وإغرائها جاز.

(المسألة: 5) لو كان الإنسان مرتبطاً بجهة إسلاميّة هل يجوز له أن ينفي ارتباطه بها أمام الآخرين سواء ترتّب ضرر أم لم يترتّب؟

الجواب: الكذب في ذلك بعنوانه الأوّلي حرام ما لم يطرأ عليه طارئ مجوّز، كالتقيّة في مورد احتمال الضرر وترقّب الخطر.

316

(المسألة: 6) يواجه المجاهد في باب الزواج فرض قيود من قبل أهل الزوجة بأن يلتزم بترك العمل الجهادي، فهل يجوز الكذب في هذه الحالة؟

الجواب: لا يجوز.

(المسألة: 7) ما هو رأيكم في التورية؟ وهل ينبغي ترك التورية وإن لم تؤدِّ إلى الكذب؟

الجواب: التورية كالكذب.

(المسألة: 8) هل يجوز أن يكذب الزوج على زوجته وأن تكذب الزوجة على الزوج بل كلّ واحد على الآخر، فيما لو كان يترتّب عليه دفع للفتنة، أو دفع للتضجّر وتأذّي أحدهما من الآخر؟ وهل يجوز الحلف كذباً في موارد من هذا القبيل؟ وما هو رأيكم في التورية؟

الجواب: الكذب لدفع الفتنة جائز، والتضجّر إذا بلغ مستوى الفتنة دخل في الموضوع، والأحوط إلحاق التورية بالكذب، وحينما جاز الكذب جاز الحلف عليه.

(المسألة: 9) ما حكم القصص الخياليّة التي يُنشئها أو يؤلّفها المعلّم للطفل أو الوالد لولده، هل تعتبر كذباً، أو لا؟

الجواب: مع قيام القرينة الحاليّة لخياليّة القصّة لدى السامع لا يعتبر ذلك كذباً.

(المسألة: 10) إذا سألني شخص كم الساعة الآن؟ وقلت له: الساعة الآن كذا ولم أذكر الدقائق بالدقّة فهل أكون كاذباً؟

الجواب: إن كان عدم الدقّة بمقدار المسامحة العرفيّة لم يكن كذباً.

(المسألة: 11) ما هو حكم من ينقص من عمره لأجل القبول الرسمي في الحوزة العلميّة؟

الجواب: لا يجوز.

317

(المسألة: 12) هل تمكن المطالبة بالخسارة المعنويّة؟ فمثلاً لو اتّهم شخص شخصاً آخر بالسرقة أو بارتكاب عمل مخالف للعفّة ويثبت لدى المحكمة كذب الاتّهام فهل للمفترى عليه المطالبة بالتعويض عمّا لحق به من الإسقاط في نظر المجتمع أو التجريح في عفّته وسُمعته؟

الجواب: من حيث الحكم الشرعي لا يوجد غير الحدّ أو التعزير أو أيّ عقوبة اُخرى ثابتة في الشريعة أو المحكمة الشرعيّة. نعم، يمكن للمظلوم لو أراد الظالم منه العفو وإبراء ذمّته أن يطلب مبلغاً مّا قبال ذلك، لكن ليس في ذلك عقوبة قانونيّة للظالم.

(المسألة: 13) هل يجوز للزوجة الكذب على زوجها في حالة إنقاذ نفسها من الوقوع في مشكلة مّا؟

الجواب: إن كان الزوج يظلمها والزوجة تدفع بالكذب الظلمَ جاز.

(المسألة: 14) ما هي الشرائط لنقل الرواية عن المعصومين(عليهم السلام)؟

الجواب: لا بأس بنقلها بعنوان «روي» لا بعنوان الإسناد القطعيّ.

(المسألة: 15) ما هي حدود التقيّة المسوّغة للعمل بها شرعاً؟ وهل الأذى الكلامي وانتقاد المذهب والمضايقة من مسوّغات العمل بالتقيّة؟

الجواب: ينبغي للإنسان الشيعي أن يتعامل مع السنّي معاملة تؤدّي إلى حسن ظنّه بالشيعة لا إلى تنفّره عن الشيعة.

(المسألة: 16) هل يجوز لطالب العلم أو الخطيب أن يشرح الحديث على ما هو الظاهر منه؟

الجواب: بإمكانه أن يقول: (هذا ما أفهمه أنا من ظاهر الحديث)، أمّا إذا جزم بالمعنى فلا إشكال عندئذ.

(المسألة: 17) ما هو حكم تعليم وتعلّم الحكايات والقصص الخياليّة عن حياة الناس والحيوانات في الماضي وفي العصر الذي سوف يأتي؟

318

الجواب: جائز مع وجود القرينة على كونها خياليّة كي تخرج عن حدّ الكذب.

(المسألة: 18) أنا طبيب ويراجعني بعض الإخوة ممّن ليسوا بمرضى لإعطائهم استراحات مرضيّة، فهل يجوز إعطاؤهم ذلك؟

الجواب: فيه إشكال، فلا نسمح بذلك.

(المسألة: 19) ما هو رأي سماحتكم بأخذ إجازة مرضيّة من الطبيب؛ وذلك لعدم الذهاب إلى دائرة العمل في غير الجمهوريّة الإسلاميّة، أو لسبب الذهاب إلى زيارة العتبات المقدّسة من: مشهد أو العمرة أو الحجّ، هل يجوز شرعاً عمل هذا الشيء علماً بأنّني غير مريض؟

الجواب: نحن لا نسمح بهذه الحيل.

 

319

 

الفصل الثاني

مسائل في الغيبة

(المسألة: 20) هل تجوز غيبة مَن يتستّر بشرب الخمر وغيرها من المحرّمات؟

الجواب: لا تجوز.

(المسألة: 21) ما معنى الحديث: «لا غيبة على الفاسق»؟

الجواب: الفاسق المتجاهر بالفسق تجوز غيبته في خصوص ما يتجاهر به.

(المسألة: 22) الشخص الذي يرتكب ذنباً كبيراً ولم يتظاهر بذنبه، هل يعتبر فاسقاً وتجوز غيبته؟

الجواب: نعم هو فاسق، ولكن لا تجوز غيبته في غير الحالات الاستثنائيّة.

(المسألة: 23) لو اعتمدنا الرأي القائل: إنّ الغيبة كشف العيب المستور، فهل يعدّ الحديث عن العيب الظاهر لا عن مصلحة دينيّة أو اجتماعيّة غيبة؟وهل الحديث بين الزوجين في خصوصيّات أفراد معيّنين بما يتضمّن كشف عيبهم المستور في نطاقهما فقط للسعي في نصحهم يعتبر غيبة، أم لا؟

الجواب: التحدّث عن العيب الذي هو بشكل عامّ مكشوف ليس غيبة ولو كان صدفة مستوراً في نطاق خاصّ كنطاق الزوج أو الزوجة، ولا يشترط في جوازه ترتّب مصلحة دينيّة أو اجتماعيّة، والكشف في نطاق خاصّ عن عيب مستور إن توقّف على ذلك نصحه وإصلاح أمره جاز.

(المسألة: 24) هل يجوز غيبة الطفل الذي لا يزيد عمره على (15) سنة؟

الجواب: غيبة الطفل المميّز خلاف الاحتياط.

(المسألة: 25) رجل معروف في قرية بعيب غير ارتكاب الحرام مثل كثرة الوسواس أو عدم الترحيب بالناس، هل يجوز ذكره بمثل هذه العيوب في غير قريته؟ وإن كان لا يجوز فهل يجوز ذلك في قريته أو مدينته؟

320

الجواب: في غير البلد الذي يعرفونه بذاك العيب الأحوط ترك ذكره بذاك العيب، إلّا إذا كان متجاهراً به ولا يبالي بكشفه.

(المسألة: 26) رجل معروف بارتكاب حرام مّا، لكنّه غير متجاهر به، فهل يجوز ذكره بما ارتكبه في بلدته وغيرها؟

الجواب: جوابه هو الجواب الذي مضى في المسألة السابقة.

(المسألة: 27) هل يجوز قطع صلة الرحم إذا كان الرحم يغتاب الناس؟

الجواب: لا تقطع الرحم، ولكن امنعه عن الغيبة.

(المسألة: 28) إذا كان إنسان مسلم يحـمل بعض الصفات السيـّئة لا توجـب الفسق ـ والعياذ بالله ـ واتّفق شخصان من إخوانه على إصلاح ما به بحيث تتطلّب مناقشة اُموره هذه والتي يكره هو أن تنسب إليه، فهل مناقشة تلك الاُمور في غيابه تعتبر من الغيبة؟ وإذا كان هو معهم فماذا يعتبر التحدّث معه، هل من باب النصيحة، أم يعتبر إيذاءً له؟

الجواب: لا بدّ أن يكون التحدّث معه وحده من دون حضور من يؤذيه حضوره، وأمّا مناقشة اُموره في غيابه فإن توقّف عليه إصلاحه جاز.

(المسألة: 29) إنّي أجلس مع بعض الأصدقاء وهم لا ينتهون عن الغيبة، فما هو الحكم؟

الجواب: سماع الغيبة حرام كنفس الغيبة.

(المسألة: 30) هل تجوز الغيبة في الاُمور السياسيّة والاجتماعيّة؟

الجواب: تحرم غيبة المؤمن إلّا أن يتوقّف عليها أمن البلاد وأمثال ذلك.

(المسألة: 31) يقول السيّد الشهيد محمّدباقر الصدر(قدس سره) في المتجاهر بالفسق: «الأحوط عدم استغابته في غير ما هو متجاهر فيه إلّا مع انطباق عنوان ثانوي مجوّز» فهل هذا الاحتياط استحبابي، أو وجوبي؟

الجواب: الاحتياط وجوبي.

321

(المسألة: 32) هل يجوز إفشاء سرّ المريض في حالة وجود جين مريض عنده، عندما يعلم بإرادته الزواج من فتاة تحمل نفس الجين المريض؟ وهل يجوز إفشاء سرّ قبيلة تحمل جيناً مريضاً، أو مجتمعاً يحمل جيناً مريضاً فيوصى بعدم الزواج من هذه القبيلة أو ذاك المجتمع؛ لأنّ زواجهم سيؤدّي إلى إيجاد نسل مريض يضرّ المجتمع الإنساني؟

الجواب: إن كانت النتائج الضارّة بمقدار يهتمّ بها عقلائيّاً كان ذلك كافياً في الخروج عن إطلاق دليل حرمة كشف السرّ أو حرمة الغيبة أو ما إلى ذلك؛ إذ لا أقلّ من انصراف الإطلاق بمناسبات الحكم والموضوع بنكتة أنّنا نعلم أنّ حرمة الغيبة أو كشف السرّ قد لوحظ فيها حقّ عقلائي اجتماعي أو فردي، وقد انصدم هذا الحقّ في المورد بحقّ عقلائي أهمّ، وفي مثل هذا الفرض إن لم تجب النصيحة جازت على أقلّ تقدير، وأمّا إن لم تكن النتائج الضارّة بنسبة يهتمّ بها عقلائيّاً إذن لا يعتبر كشف الحال كشفاً للعيب حتّى يحرم.

(المسألة: 33) ماذا يعمل الطبيب اتّجاه شركات التأمين التي تتحمّل التكاليف الماليّة للفحص عن المرض الجيني إذا طلبت الشركات معرفة نتائج الفحوص؟ وما هو الموقف بالنسبة لجهة العمل التي تطلب معرفة هذه النتائج؟

الجواب: حلّ الإشكال ـ لو ثبت إشكال ـ هو أن تشترط تلك الشركات على المريض في عملها وتحمّلها التكاليف الماليّة حقّ الاطّلاع على النتائج، فيثبت لها هذا الحقّ بحكم «المؤمنون عند شروطهم».