ـ كما شرحنا ـ يدلّ على العصمة، فلو كان هذا المقطع خاصّاً بنساء النبيّ، أو كان منطبقاً على نساء النبيّ وشاملاً لهنَّ، لدلّ على عصمتهنّ، بينما هذه الآية المباركة الواردة بشأنهنَّ تنافي عصمتهنَّ؛ لأنّ الآية تقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لاَِّزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً﴾، فهي تقول: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً﴾، ولو كنَّ معصومات لكان المفروض أن لا تقول: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً﴾. فهذا التخصيص: ﴿أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً﴾إشارة إلى أنّ هؤلاء النساء كسائر نساء العالم فيهنَّ مُحسنات وفيهنَّ مُسيئات، إذن الآية واضحة في عدم عصمة نساء النبيّ، وعليه فإنّ المقطع الذي يدلّ على العصمة لا يناسب سياق الآيات ومضمونها، فليس له علاقة إذن بنساء النبيّ.
ولا يخفى أنّ الكلام الذي قلناه سابقاً حول أسباب إقحام آية: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ...﴾ يأتي نفسه هنا أيضاً، فهذا المقطع لعلّه جُعل هنا حذراً من الارتداد وحذراً من تحريف القرآن الكريم؛ إذ لو كان مستقلاًّ وواضحاً وصارخاً في أنّه وارد في أئمّة أهل البيت ـ سلام الله عليهم ـ فإنّ هذا لعلّه يُؤدّي إلى ارتداد بعض المسلمين، أو يؤدّي إلى تحريف القرآن، ولكنّه عندما جُعل هنا واُقحم ضمن هذه الآيات فقد سلم من التحريف وسلم عن الحذف.
هذا إضافةً إلى أنّ الروايات الواردة بشأن تفسير هذه الآية