قال: لأنّ إمامهم يغيب عنهم، فقلت: ولمَ؟ قال: لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعةإذا قام بالسيف»(1).
3 ـ امتحان الناس، كما في حديث روي عن محمد بن مسلم عن الباقر (عليه السلام) في علّة غيبته: «ليعلم اللّه من يطيعه بالغيب ويؤمن به»(2).
4 ـ أنّ لغيبته حكمة مجهولة لا يكشف النقاب عنها إلاّ بعد الظهور، من قبيل ما ورد عن عبداللّه بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)يقول: «إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها، يرتاب فيها كلّ مبطل. فقلت له: ولمَ جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ فقال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج اللّه تعالى ذكره، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام) إلاّ وقت افتراقهما. يابن الفضل إنّ هذا الأمر أمر من أمر اللّه وسرّ من سرّ اللّه وغيب من غيب اللّه، ومتى علمنا أنّه عزّ وجلّ حكيم صدّقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا»(3).
وقد ورد في التوقيع المروي عن إسحاق بن يعقوب قوله: وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ
(1) بحار الأنوار 52: 96، الباب 20 علّة الغيبة، الحديث 14، وكمال الدين: 480، الباب 44 علّة الغيبة، الحديث 4.
(2) كمال الدين: 331، الباب 32 ما أخبر به الباقر (عليه السلام) من وقوع الغيبة، الحديث 16.
(3) بحار الأنوار 52: 91، الباب 20 علّة الغيبة، الحديث 4، وكمال الدين: 482، الباب 44 علّة الغيبة، الحديث 11.