المولفات

المؤلفات > أبحاث في بعض مسائل وفروع النكاح والطلاق أو الفسخ / إسلام الزوجة الكتابيّة

3

إلّا أنّ للنظر فيما انتهينا إليه من النتيجة مجالاً؛ وذلك لأنّ ما مضت في البحث من الرواية الثانية من روايات عدم البينونة إنّما فرضنا عدم تمامية سندها بحسب ما ورد في متن الكافي حيث قال: علي بن ابراهيم عن أبيه(1) عن بعض أصحابه عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر (2).

ولكن الوارد في التهذيب(3) والاستبصار(4) هكذا: ما رواه محمّد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن محمّد بن مسلم (فيتمّ السند) عن أبي جعفر قال: «إنّ أهل الكتاب وجميع من له ذمّة إذا أسلم أحد الزوجين فهما على نكاحهما، وليس له أن يخرجها من دار الإسلام إلى غيرها ولا يبيت معها، ولكنّه يأتيها بالنهار. وأمّا المشركون مثل مشركي العرب وغيرهم فهم على نكاحهم إلى انقضاء العدّة، فإن أسلمت المرأة ثمّ أسلم الرجل قبل انقضاء عدّتها فهي امرأته، وإن لم يسلم إلّا بعد انقضاء العدّة فقد بانت منه، ولا سبيل له عليها، وكذلك جميع من لا ذمّة له. ولا ينبغي للمسلم أن يتزوّج يهودية ولا نصرانيّة وهو يجد حرّة أو أمة».

وعليه، فيجب استئناف البحث أوّلا عن مدى إمكان إثبات صحة نسخة التهذيب والاستبصار وترجيحهما على نسخة الكافي بواسطة ملاحظة حال الطبقات، وأنّ إبراهيم بن هاشم هل يمكنه أن يروي بواسطة واحدة عن محمّد ابن مسلم أو لا؟ وثانياً عن أنّه كيف ينبغي التعامل مع هذه الرواية مع معارضتها التي مضت؟ وهل هناك من جمع بينهما أو لا؟

أمّا البحث الأوّل ـ فإبراهيم بن هاشم يعدّ من أصحاب الإمام الجواد ومن رواته(5)، وعدّه الكشي تلميذاً ليونس بن عبد الرحمن ومن أصحاب الرضا (6).

وتنظّر في ذلك النجاشي(7).

وقوّى السيد الخوئي (رحمه الله) نظر النجاشي باعتبار أنّ ابراهيم بن هاشم على ما عليه من كثرة رواياته حتى انّه روى عن مشايخ كثيرة يبلغ عددهم زهاء مئة وستين شخصاً لم توجد له رواية واحدة عن الرضا ولا عن يونس بن عبد الرحمن، فكيف يمكن أن يكون تلميذاً ليونس أو يكون من أصحاب الرضا ؟!(8).

وأمّا محمّد بن مسلم فقد عدّ من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)(9)، ومات ـ على ما ينقل ـ في زمن الإمام الكاظم. لأنّه مات ـ حسب النقل ـ سنة مئة وخمسين، والإمام الكاظم ولد سنة مئة وثمان وعشرين. وهذا يعني أنّ الامام الكاظم كان له من العمر في سنة وفاة محمّد بن مسلم اثنتان وعشرون سنة.

ولو فرضنا أنّ إبراهيم بن هاشم كان في سنّ الإمام الجواد مثلاً ـ الذي ولد سنة خمس وتسعين ومئة من الهجرة، وتوفّي سنة عشرين ومئتين ـ فالفاصل بينه وبين محمّد بن مسلم يقارب حوالي سبعين سنة، فليس من المستحيل أن ينقل عن محمّد بن مسلم بواسطة شخص واحد، ولكنّه بعيد.


(1) وفي هذه الطبعة (بيروت 1401 هـ): إضافة [عن ابن أبي عمير] بين معقوفين.
(2) الكافي 5: 358، باب نكاح الذميّة، ح 9.
(3) التهذيب 7: ح 1259.
(4) الاستبصار 3: ح 663.
(5) انظر: معجم رجال الحديث 1: 318.
(6) حكاه النجاشي عن الكشي في رجاله: 16.
(7) رجال النجاشي: 16، ط ـ جماعة المدرسين.
(8) انظر: معجم رجال الحديث 1: 316 ـ 317.
(9) رجال الطوسي: 135، 300، 358، منشورات الرضي.