المولفات

المؤلفات > مقياس المسافة الشرعيّة مكانيّ أو زمانيّ

1

مقياس المسافة الشرعيّة مكانيّ أو زمانيّ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

هل المسافة الشرعيّة للسفر بلحاظ المقدار الطوليّ والمكانيّ هي المسافة التي كانت معهودة في عصر النصوص، أو أنّها اختلفت باختلاف وسائل السفر المتعارفة؟

قد يقال: إنّ روايات تحديد المسافة ليست جميعاً قد حدّدت المسافة بالوحدة الطوليّة، كثمانية فراسخ، أو أربعة وعشرين ميلاً، أو كذا كيلو متراً حتّى يقال: إنّ هذا المقدار لا  معنى لتغيّره بتغيّر الزمان، أو بتغيّر وسائل السفر، وإنّما تلك الروايات وردت بألسنة مختلفة قد يمكن حصرها في ثلاثة ألسنة:

الأوّل: هو التحديد بوحدة طوليّة، أو قل بمقدار الابتعاد المكانيّ عن الوطن من قبيل:

1 ـ صحيحة عبدالله بن يحيى الكاهليّ: أنّه سمع الصادق يقول: «في التقصير في الصلاة بريد في بريد أربعة وعشرون ميلاً»(1)، هذا في نقل الشيخ، وأضاف في نقل الصدوق: «ثُمّ قال: كان أبي يقول: إنّ التقصير لم يوضع على البغلة السفواء(2)، والدابّة الناجية(3)، وإنّما وضع على سير القطار».

وليس في السند من يتوقّف لأجله عدا عبدالله الكاهليّ، ويكفيه نقل البزنطيّ عنه، على أنّ النجاشي قال بشأنه: «كان وجهاً عند أبي الحسن ».

2 ـ رواية الفضل بن شاذان عن الرضا في كتابه إلى المأمون: «والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصّرت أفطرت»(4).

وعيب السند هو عيب أسانيد الصدوق إلى الفضل بن شاذان.

3 ـ رواية محمّد بن مسلم عن أبي جعفر، عن أبيه، عن النبيّ (صلى الله عليه و آله) قال: «التقصير يجب في بريدين»(5).


(1) الوسائل 8: 452 بحسب طبعة آل البيت، الحديث. /. من صلاة المسافر.
(2) الخفيفة السريعة.
(3) أيضاً السريعة.
(4) الوسائل 8: 453 بحسب طبعة آل البيت، الحديث 6.
(5) المصدر السابق: 455، الحديث 17.