المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

95

وأمّا قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبَّ ارْجِعُونِ * لَعَلَّي أَعْمَلُ صَالِحاً...﴾ فإنّه ليس من كلام المؤمنين، وإنّما هو من كلام الفسّاق أو الفجّار أو الكفرة الذين أسرفوا على أنفسهم.

وأمّا المؤمنون فإنّهم يتمنّون الرجوع أيضاً، ولكنّه يختلف عن ذلك؛ إذ تقول الرواية عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ نَفْس المحتضر إذا بلغت الحلقوم وكان مؤمناً، رأى منزله من الجنّة، فيقول: ردّوني إلى الدنيا (ليس لأنّه آسف على أخطائه وسيّئاته، وإنّما يقول ذلك) حتّى أُخبر أهلها بما أرى (أي: أُخبرهم بأنّي في الجنّة)، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل»(1). فحيـنما ينـكشف الغطـاء، وتنكشف الحقيقة لدى الإنسان، فإنّه ليس لرجعته إلى الحياة الدنيا من سبيل.

وكأنّ هذه الرواية تشير إلى الآية التي تقول: ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبَّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾(2).


(1) بحار الأنوار، ج6، ص200، باب ما يعاین المؤمن والکافر عند الموت وحضور الأئمة؟عهم؟...، ح55.

(2) يس: 26 _ 27.