المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

79


مجهولة لدى الناس، ولكنّ اللّه تعالى قد علّمها أولياءه، فاستخدموها.

هذه هي خلاصة تفسير الإعجاز على وفق رأي أكثر فلاسفتنا الإسلاميّين.

ولكن هناك احتمال آخر لتفسير الإعجاز، وذلك بناءً على تفسير آخر لقوانين الطبيعة، وهذا الاحتمال الآخر كان يبرزه أُستاذنا الشهيد الصدر(قدس سره)أيّام طبع كتابه الموسوم بـ (الأُسس المنطقية للاستقراء)، وهو غير متعارف لدى فلاسفتنا الإسلاميّين. ويتلخّص محتواه بأن نفسّر نُظُم الطبيعة وقوانينها لا بمعنى العلّية والمعلولية الفلسفية التي يستحيل خرقها، وإنّما نفسّرها بمعنى: أنّ اللّه تعالى شاء أن تترتّب آثار (كذا) من دون أن تكون هناك علّيةٌ تستحيل الانفكاك أو سببية ممتنعة الانفصال؛ وذلك من أجل أن تنتظم أُمور البشر وتستقيم معايشهم، فيصبحون قادرين على إدارة أُمورهم وتنظيم شؤونهم، فقد شاء اللّه أن يترتّب الإحراق مثلاً على إيجاد النار وهكذا، وهذا خلاف التفسير الأوّل.

وبناءً على هذا التفسير (الثاني) فإنّ المعجز يصبح أقرب إلى الذهن، ويكون أوضح فهماً وأبرز معلماً؛ إذ إنّنا نستطيع أن نقول: إنّ الإعجاز خرق لقوانين الطبيعة؛ وذلك لأنّ (قانون الطبيعة) على هذا التفسير ليس بقانون عقلي مستحيل الخرق كما هو العلّية في التفسير الأوّل، وإنّما هو قانون جارٍ بإرادة اللّه تعالى، فإذا أراد اللّه تعالى خلافه، فإنّه سيقع، دون أن يتمكّن ذلك القانون من ←