المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

66

فهذه الآية تشير إذاً إلى وعد لم يتحقّق بعد، وزمن لم يأت إلى حدّ الآن، وهو عصر الظهور.

3_ قوله تعالى: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّٰهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبَّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتَّبَاعَ الظَّنَّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَاً * بَلْ رَفَعَهُ اللّٰهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّٰهُ عَزِيزَاً حَكِيمَاً * وَإِن مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدَاً﴾(1).

فإنّه لا تخلو هذه الآية المباركة من إشارة إلى وضع آخر الزمان، فقد أخبرت بأنّ كلّ أهل الكتاب سوف يؤمنون بعيسى(عليه السلام) قبل موته، أو قبل موتهم، وعلى الأُولى يظهر من قوله تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾: أنّ عيسى(عليه السلام) مازال حيّاً يرزق، وأنّه لم يمت بعد. وهناك من ذهب إلى أنّ عيسى(عليه السلام) ميّت في الوقت الحاضر، فقد رأيت أنّ المرحوم الحرّ العاملي _ صاحب الوسائل _ يتبنّى هذا الرأي في كتابه: (الإيقاظ من الهجعة) (2)، ويقول: إنّ عيسى(عليه السلام) ميّت، ولكنّه سوف يعود ويُحيَى في عالم الرجعة، ثم يموت ثانية، وقد استشهد على ذلك بقوله تعالى:


(1) النساء: 157 _ 159.

(2) الإيقاظ من الهجعة بالبرهان علی الرجعة، ص115.