العالم كلّه، وقد تكرّر هذا في أُمم سابقة أُخرى، إلّا أنّ هذا لم يتحقّق ولا طرفة عين للأُمّة المرحومة: أُمّة نبيّنا محمد(صلى الله عليه وآله)، ولم يتّفق أبداً أن كانت الأرض كلّها تحت حكم الإسلام وبيد المسلمين، إذاً فظاهر هذه الآية المباركة أنّها تعدنا بشيء لم يتحقّق إلى حدّ الآن، وسوف يتحقّق في آخر الزمان، وهذه إشارة إلى ظهور الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ونستظهر من ذيل الآية المباركة، وهو قوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾: أنّ الفسق موجود بعد ظهور الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، غير أنّه مغلوب، وأنّ القدرة والقوّة والحكم ستكون بيد الإسلام، وليس كما يقال: إنّ الفسق سينتهي في ذلك الزمان تماماً، ولا يكون موجوداً أصلاً.
2_ قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقَّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدَّينِ كُلَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾(1).
فإنّه ظاهر فيما نقول؛ إذ يدلّ على تغلّب هذا الدين (الإسلام) على جميع الأديان الأُخرى، وهذا ما لم يتمّ منذ زمن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) إلى زماننا الحاضر، فاليهودية والمسيحية موجودتان بشكل غير مغلوب، وكذلك الشرك موجود أيضاً.
(1) التوبة: 33؛ الصفّ: 9.