المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

64

لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدَّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَاً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئَاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(1).

ولعلّ هذه الآية المباركة هي أبرز الآيات الشريفة التي تشير إلى وجود هذا الدور، فهي تعدنا بالاستخلاف في الأرض.

ولا يعني (الاستخلاف): أن يحكم الإسلام في بُقْعةٍ ما من الأرض؛ لتقول: إنّ وعد اللّه قد تحقّق حينما حكم الإسلام _ خلال بعض المقاطع الزمنية _ على بعض بقاع الأرض، من قبيل انتصار رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، وولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)، أو من قبيل الحكومة الإسلامية اليوم على أرض إيران.

فظاهر الآية الكريمة إذاً لا ينطبق على مثل هذه الحكومات؛ لأنّها لم تستوعب كلّ الأرض ولم تَشْمل جميع الأماكن، في الوقت الذي تعدنا فيه الآية الكريمة بأنّ حكم الإسلام سيَشْمل كلّ الأرض، وسيكون أُولئك المؤمنون حكّاماً على جميع بقاعها، كما تحقّق ذلك لأُمم سابقة في عهد العديد من الأنبياء(عليهم السلام)، مثل: عهد نوح(عليه السلام)؛ إذ أُغرِق الكفّار والمشركون، واستولى المؤمنون على العالم كلّه، ومثل عهد موسى(عليه السلام)؛ إذ أُغرِق فرعون، واستولى موسى(عليه السلام) وأصحابه على


(1) النور: 55.