وهنا نقول: كيف أُخذت كلمة «رواة» أو صفة (راوٍ) في قوله(عليه السلام): «أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا»؟
فهل هي مأخوذة كحيثية تقييدية للرجوع إلى الرواة بما هم رواة للأحاديث؟
أو مأخوذة كحيثية تعليلية تعلّل الحكم، وتأمر بالرجوع إلى الفقهاء؛ لأنّهم رواة ومطّلعون على الروايات والأحكام؟
فعلى التفسير الأوّل _ وهو أنّ كلمة «رواة» قد أُخذت كحيثية تقييدية _ تكون الولاية التي أُعطيت للفقهاء غير واسعة، ولا تشمل غير دائرة الروايات، فتُحَدّد ولايتهم في حدود ملء منطقة الفراغ بما يرتبط بالروايات فقط.
وأمّا إذا قلنا: إنّ كلمة «رواة» قد أُخذت كحيثية تعليلية، وإنّها علّة للحكم، فإنّ المعنى سيكون هو إعطاء الولاية العامّة للفقيه، ولا يبقى حينئذٍ أيُّ مجال لمبدأ ولاية الشورى.
خامساً: أن نلاحظ مبدأ (الرجعة) الواردة في الروايات، أي: رجعة الأئمّة(عليهم السلام) في آخر الزمان وبعد ظهور الحجّة(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ونحاول أن نعرف معنى رجعتهم، فهل تعني: أنّهم(عليهم السلام) أولياء للأُمور، وأنّ الحكم سيكون بأيديهم؟ أو أنّهم سيكونون شهداء فقط؟ فإذا استطعنا أن نعرف من