أو الخلافة هي للمعصوم، ثم للفقيه، وثم للمعصوم حين ظهوره، ولا تصير إلى الأُمّة أبداً، ولا ترجع إليها حتّى لو سلّمنا أنّ الخلافة كانت في فترة ما قبل نوح بيد الأُمّة؟
فأيّ الأُسلوبين هو الصحيح؟
إنّ معرفة ذلك تعود إلى خمس نقاط لابدّ من أن نتعرّفها، وأُشير إليها إشارة عابرة، فهي تتحكّم في تعيين أحد الأُسلوبين وتحدّده، وهي:
أوّلاً: أن نعرف ما هي حكمة انتزاع الحكم من الأُمّة وإعطائه بيد الأنبياء؟ وهل الحكمة منحصرة في اختلافهم وخروجهم عن كونهم أُمّة واحدة، فأُخذ الحكم من أيديهم، بحيث لو انتهى هذا الخلاف والتمزّق، لعادت الخلافة إلى الأُمّة من جديد؟
أو سبب انتزاع الخلافة من الأُمّة نشأ من تعقّد الحياة وتشعّبها وتعدّد مرافق الحياة والتعقيدات التي ترد على الحياة بمرور الزمن؟
فبناءً على هذا الاحتمال الأخير لا يمكن القول بأنّ الخلافة ستعود إلى الأُمّة حينما تكون بمستوى المسؤولية، وحينما تنتهي الخلافات بينها.
ثانياً: ما معنى الخلافة في قوله تعالى: ﴿إِنَّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...﴾؟