المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

44

من العمل على إزالة الخلافات الموجودة بينهم، ولأجل إزالة هذه الخلافات بعث اللّه النبيّين مبشّرين ومنذرين؛ ليحكموا فيما بينهم.

ولكن هذا التفسير خلاف ظاهر كلمة ﴿كَانَ﴾؛ لأنّ ظاهرها هو أنّها بمعنى الماضي، كما أنّه يعارض العديد من الروايات الواردة في تفسير هذه الآية، والتي تقول: إنّ هذا الزمان بالذات كان زماناً قبل نوح(عليه السلام)(1)، وهذا يعني: أنّ الآية لا تنظر إلى الزمان الحاضر، وإنّما تنظر إلى زمان قد مضى.

2_ ما يُفهم من كلام العلّامة الطباطبائي في كتابه (الميزان في تفسير القرآن)(2)، حيث يفسّر ﴿كَانَ﴾ بمعنى الفعل الماضي، ويقول: إنّ هذه الآية تشير إلى نمطين من الخلافات بين البشر، وليس إلى نمط واحد، فلم تكن البشرية مختلفة فيما بينها في مراحلها الأُولی، غير أنّ الاختلاف قد برز بينها بعد ذلك بالتدريج بلحاظ معاشهم وحياتهم وارتباطهم، باعتبار الاختلافات الموجودة في طبائعهم وأذواقهم، وعلى أثر هذا الاختلاف بعث اللّه النبيّين؛ لكي يُزيلوا هذه الاختلافات.


(1) تفسير نور الثقلين، ج1، ص208.

(2) الميزان في تفسير القرآن، ج2، ص124.