المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

43

الآية المباركة؛ إذ وقعت اختلافات كثيرة بين المفسّرين في تفسير هذه الآية، وأهمّها:

1_ ما يميل إليه محمد عبده في تفسير المنار(1)، وهو: أنّ كلمة ﴿كَانَ﴾ قد استُعمِلت في هذه الآية المباركة بمعنى الثبوت والتحقّق، وليس بمعنى الفعل الماضي، وليس المقصود منها هو: أنّ الناس كانوا أُمّة واحدة في وقتٍ ما (سبق ومضى)، وإنّما الآية تقول: إنّ الناس أُمّة واحدة بالفعل، فكأنَّ وزان الآية هو وزان قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾(2)، وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾(3).

وكأنَّ محمد عبده يريد أن يقول: إنّ هذه الآية المباركة كتلك الآيتين، وإنّ معنى كون ﴿النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ هو: أنّهم من أب واحد وطبيعة واحدة، وليس المقصود منها أنّهم لا خلاف بينهم. ويقول: لمّا كان الناس أُمّة واحدة ومشتركين في الطبائع والصفات، فلابدّ إذاً


(1) تفسیر المنار، ج2، ص276.

(2) الأنبياء: 92.

(3) المؤمنون: 52.