المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

37

والإبعاد عن رحمة الربّ، ويعتبر هذا النحو من التقييم متعارفاً لدى أكثر المتديّنين والمؤمنين؛ إذ إنّهم يتركون المعاصي؛ لأنّها تؤدّي بهم إلى الهلاك، وتسوقهم إلى نار الجحيم، وتبعدهم عن رحمة الربّ.

وقد كان آدم قد لاحظ نتائج عمله قبل أن يتّضح خطؤه، ولم يغفل عنها كما يبدو من الآيات، ولكنّه قد غفل من ناحية أُخرى عن إمكان الحلف باللّه كذباً، فلم يكن يتصوّر أنّ مخلوقاً من مخلوقات اللّه يحلف باللّه كاذباً، ولم يكن يحتمل أنّ إبليس يجرؤ على الحلف باللّه كاذباً، فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «لمّا أُخرج آدم من الجنّة، نزل عليه جبرئيل(عليه السلام)، فقال: يا آدم، أ ليس خلقك اللّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجَدَ لك ملائكته، وزوّجك حوّاء أمته، وأسكنك الجنّة، وأباحها لك، ونهاك مشافهة أن لا تأكل من هذه الشجرة، فأكلت منها وعصيت اللّه؟! فقال آدم(عليه السلام): إنّ إبليس حلف لي باللّه إنّه لي ناصح، فما ظننت أنّ أحداً من خلق اللّه يحلف باللّه كاذباً»(1).

وقد حدث ذلك؛ لأنّ آدم(عليه السلام) كان في بداية حياته، ولم تكن لديه تَجْربة اجتماعية بعد؛ إذ إنّه كان أوّل مخلوق من هذا النسل _ هذا


(1) البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص523، ح3.