المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

29

يمكَّنه من ارتقاء سلّم الكمال من خلالها:

الطريق الأوّل: العلم والمعرفة، فبقدر ما يكمل علم الإنسان وتكتمل معرفته، يستطيع أن يرقى ويكتمل، ولا يعني هذا: أنّ المعرفة والعلم _ بما هي معرفة وعلم _ كمال؛ لأنّ العلم قد يكون أحياناً وعند ترك العمل به أو استخدامه للشرّ وبالاً، ولكن هذا _ على أيّ حال _ طريق من طرق الكمال، وأُسلوب من أساليب الارتقاء، ولا يمكن الإنسانَ أن يكتمل من دونه.

الطريق الثاني: إلقاء المسؤولية على عاتق الإنسان، فهذا هو الطريق الثاني من طرق تكامل الإنسان؛ وذلك باعتبار أنّ الإنسان يعتمد هذه المسؤولية، ويعمل بموجبها.

فلو لم تلق المسؤولية على عاتق الإنسان، لما اختلف عن الحيوان؛ إذ إنّ سبب عدم نموّ الحيوان واكتماله يعود إلى عدم مسؤوليّته وكونه كائناً غير مسؤول.

الطريق الثالث: تحـمّل البلايـا والمـحن والصعـاب والمشاكل ابتداءً من المشاكل غير الاختيارية (الخارجة عن القدرة)، من قبيل المرض، وانتهاءً بالمصاعب التي يتحمّلها الإنسان بمحض إرادته واختياره، من قبيل الجهاد في سبيل اللّه، والقتل في سبيله؛ لنصرة كلمة الحقّ الذي