المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

28

بمعنىً من المعاني سجوداً لآدم، ولكنّه كان سجوداً للبشرية باعتبار أنّ البشرية في مقياس اللّه تعالى أفضل المخلوقات وأرقى الموجودات بما فيها الملائكة، فالإنسان أفضل حتّى من الملائكة.

صحيح أنّ فرداً من الإنسان قد يهبط إلى مستوى البهائم، ويصبح أضلّ من الحيوان والأنعام، إلّا أنّ البشرية هي أشرف عند اللّه من المَلَك الذي جُبِلَ على الطاعة، ولا يمتلك عدا العقل؛ إذ ليس له شيء من الشهوات، ولا يمكن المجبولَ على الطاعة أن يصل في مستوى الشرف إلى درجة ذلك الموجود غير المجبول على الطاعة الذي هداه اللّه تعالى النجدين، والذي يتمكّن من المعصية كما يتمكّن من الطاعة، ويمتلك قوى الشرّ كما يمتلك قوى الخير، ولكنّه صُمَّمَ وخُلِقَ بنحو يمكنه من تغليب قوى الخير على قوى الشرّ، فالسجود إنّما كان لآدم باعتباره رمزاً للبشرية.

فإذا اتّضح أنّ قصّة آدم وقعت على وجه الأرض، وأنّها هي قصّة البشرية لا قصّة فرد، اقترب إلى الذهن أنّ دوره كان هو دور حضانة البشرية على هذه الأرض.

مزايا وخصوصيّات دور الحضانة

لقد خلق اللّه تبارك وتعالى البشرية للكمال وتنمية قابليّاتها، وقد جعل اللّه تبارك وتعالى للإنسان ثلاث طرق أو أساليب من أجل أن