المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

24

مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدَّمَاءَ...﴾(1)، فظاهر الآية هو: أنّ آدم قد خُلِقَ على وجه الأرض، وهي التي يكون فيها الفساد وسفك الدماء دون جنّة الآخرة.

هذا، إضافة إلى أنّ قوله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾(2) يؤيّد أنّ قصّة آدم قد وقعت على أرضنا هذه؛ وذلك لأنّ الجوع والعري والظمأ وتعرّض الإنسان للشمس، إنّما يكون على الأرض؛ ولذلك فإنّ اللّه تبارك وتعالى قد ضمن لآدم أن لا يجوع فيها، ولا يعرى، ولا يظمأ، ولا يتعرّض للشمس فيها.

أمّا جنّة الآخرة، فليس فيها جوع ولا عري لكي يضمن تعالى لآدم أن لا يجوع فيها ولا يعرى، فهذا شاهد إذاً على أنّ القصّة قد وقعت على أرضنا هذه.

كما توجد في بعض الروايات إشارة إلى أنّ هذه الجنّة كانت جنّة أرضية؛ إذ تقول الرواية: «سئل الصادق(عليه السلام) عن جنّة آدم: أ مِن جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة؟ فقال(عليه السلام): كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة، ما أُخرج منها

 


(1) البقرة: 30.

(2) طه: 118 _ 119.