المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

156

إخوانه. فقال أبو عبداللّه(عليه السلام): واللّه لَلذي يقوّته أشدّ عبادة منه»(1).

فإذا جمعنا بين القسمين نفهم أنّ طلب الرزق بحدود معقولة ضروري، وعليه يعتمد الرزق، ما عدا الرزق المحتوم، فمن لم يطلب لا يحصل على الرزق، ولكن المطلوب هو الإجمال في طلبه، والاهتمامُ الزائد لا يُكْثِر الرزق، كما تشهد لهذا الجمع الطائفة الثالثة من الروايات.

القسم الثالث: وهي الروايات التي تصرّح بعنوان الإجمال في طلب الرزق، أي: أن يكون بحدود معقولة، وأن لا يكون عن طريق حرام، وأنّ الحرام لا يزيد الرزق، فعن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر(عليه السلام)، قال: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع: «إنّ روح الأمين نفث في روعي: أنّه لا تموت نَفْس حتّى تستكمل رزقها، فاتّقوا اللّه(عز وجل)، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية اللّه؛ فإنّ اللّه تبارك وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالاً، ولم يقسّمها حراماً، فمن اتّقى اللّه وصبر، أتاه اللّه برزقه من حلّه، ومن هتك حجاب الستر وعجّل، فأخذه من غير حلّه،


(1) الكافي، ج5، ص78، باب الحث علی الطلب والتعرض للرزق من کتاب المعيشة، ح4.