المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

151

وقال(عز وجل): ﴿... وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرَّطُونَ﴾(1).

فأنا أستظهر من الجمع بين هذه الآيات وبين مثل قوله سبحانه: ﴿لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾: أنّ هذه الآية تشير إلى التحفّظ بالمستوى المعقول من أجل الحفاظ على الحياة.

فعلى الإنسان أن يحتاط لنفسه، وإذا لم يأخذ الاحتياطات اللازمة فإنّ الملائكة لا تحفظه؛ إذ ينطبق عليه قوله تعالى: ﴿لَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾، أمّا مع اتّخاذ المستويات المعقولة من الاحتياطات من أجل الحفاظ على الحياة بالشكل الذي لا يعارض الوظيفة الشرعية مثلاً، فإنّه يأتي قوله جلّ شأنه: ﴿لَهُ مُعَقَّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ﴾.

هذا بلحاظ الآيات.

أمّا بلحاظ الروايات فنرى نمطين من الروايات:

الأوّل: يصرّ على التقية، من قبيل: «التقيّة من ديني ودين آبائي»(2)،


(1) الأنعام: 61.

(2) وسائل الشيعة، ج16، ص204، الباب24 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبهما، ح4.