المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

148

قوله تعالى: ﴿... لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيَّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيَّنَةٍ...﴾(1).

فلو كان القضاء يفرض أن يصدر العمل الكذائي عن الإنسان لما صحّ أن يهلك مَن هلك عن بيّنة، وإنّما يهلك بلا بيّنة، فإنّما يصحّ أن نقول: ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيَّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيَّنَةٍ﴾ حينما يصحّ القول بأنّ اللّه تعالى قد هداه النجدين.

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرَّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِنْكُم مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللّٰهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِنْكُم مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّٰهِ وَاللّٰهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾(2).

فقد كان قضاء اللّه في صدر الإسلام بأنّه لو جابَهَ عشرون صابرون من المؤمنين مئتين من الكفّار، لغلبوهم، أي: إنّ كلّ واحد من المؤمنين يعادل عشرة أفراد من الكافرين، ولكنّ قضاء اللّه قد


(1) الأنفال: 42.

(2) الأنفال: 65 _ 66.