المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

130

وجزاءً، وإرادة الإنسان هي التي تتحكّم بالحساب، فإن أوجد الشرط تحقّق الجزاء، وإلّا فلا.

فسُنَن التاريخ حينما تكون ناجزة فإنّها تخالف الإرادة والاختيار، من قبيل سُنّة الكسوف وسُنّة الخسوف، وأمّا حينما تكون على نحو القضية الشرطية فإنّها لا تنافي الإرادة والاختيار، بل إنّها تؤكّد الإرادة، فلولا القضايا الشرطية، لما استطاع البشر أن يصنع شيئاً، وقد استطاع الإنسان أن يحقّق ما يريد من أهداف وأغراض؛ لأنّ اللّه تبارك وتعالى قد خلق في العالم قضايا شرطية، وجعل شروطها بيد الإنسان ليحقّق جزاءها.

الزاوية الثالثة: الإشكال من ناحية الأدلّة النقلية

وهذه هي الزاوية التي أردنا بحثها؛ إذ إنّنا حينما ننظر إلى الآيات والروايات نرى أنّها قد توحي إلى ذهن الإنسان الساذج مشكلةَ الجبر، وأنّه لا مجال للإنسان في سير التاريخ ولا في أعماله الشخصية، بل إنّ الأُمور تجري على وفق ما قدّره اللّه وقضاه.

ولو أردنا أن نصنّف الآيات والروايات الواردة بهذا الصدد، لوجدنا أنّها تعود في الأكثر إلى سبع طوائف، وقد تكون أكثر من ذلك، وهذه الطوائف هي: