المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

128

الإرادة في النفس حصل الفعل؛ لأنّ المراد لا ينفك من الإرادة في القضايا الاختيارية، وعليه مادام الفعل ينتهي إلى الإرادة فالأفعال ليست قهرية وجبرية، بل هي اختيارية.

إلّا أنّ أُستاذنا الشهيد(قدس سره) لم يرتضِ هذا الجواب، وقال: إنّ هذا يُبقي إشكال الجبر بشكل مبطّن، ولم يُنهه تماماً؛ وذلك لأنّ الإنسان إذا كان مجبوراً على أن يريد، وأنّ الفعل لا يتخلّف عن الإرادة أبداً، وأنّه يتحقّق بمجرّد حصولها بلا اختيار، فإنّ هذا هو عبارة أُخرى عن الجبر، وأنّ مجرّد وجود حالة اسمها الإرادة لا تحلّ المشكلة، أي: مشكلة الجبر.

ومن هنا أجاب أُستاذنا الشهيد(قدس سره) بإبطال مبنى أنّ الشيء لا يوجد بلا علّة بالمعنى الفلسفي، وبيَّنَ أنّ القول: إنّ الشيء لا يوجد إلّا بعلّة إنّما يصحّ في الأُمور التكوينية فقط، من قبيل احتراق جسم مّا بالنار، أمّا في الأفعال الإرادية التي تصدر عن إرادة كالعمل الحسن والعمل القبيح، فإنّها لا تنبع من علّة، وإنّما تنبع من منبع آخر غير منبع العلّة، سمّاه أُستاذنا الشهيد بـ (منبع السلطة والقدرة). وبهذا تنحلّ مشكلة الجبر.