وقد اعتاد علماؤنا الجواب عن هذه الشبهة: بأنّ العلم لا يؤثّر في تحقّق المعلوم.
فصحيح أنّ اللّه تعالى يعلم أنّ هذا الشقي سيشقى، إلّا أنّ علم اللّه لا يؤثّر في المعلوم، أي: إنّ نسبة العلم إلى المعلوم لا تكون كنسبة العلّة إلى المعلول على حدّ تعبير الفلاسفة، فربّما نعلم أنّ فلاناً سيعود من السفر بعد يومين، ولكن علمنا هذا لا يؤثّر أبداً في عودته، ولا يكون سبباً فيها، بل إنّ المعلوم هو الذي أوجد العلم عندنا، فنحن إنّما علمنا بأنّه سيعود لأنّه سيعود فعلاً.
وعلى هذا فإنّ اطّلاع اللّه سبحانه وتعالى على الأُمور وعلمه بها لا يؤثّر في عمل الإنسان ومسيرة حياته، ولا يعني أنّه مجبور على أن يفعل على وفق علم اللّه تعالى.
2_ شبهة العلّة والمعلول
إذ قال الفلاسفة: ما من شيء من الممكنات إلّا وله علّة، فقد قسّموا الوجود إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: وجود واجب، وهو اللّه تعالى لا غير.
القسم الثاني: وجود ممتنع، كاجتماع المتناقضين والمتضادّين، وكشريك الباري.