«إنّ الحسرة والندامة والويل كلّه لمن لم ينتفع بما أبصر، ولم يدرِ ما الأمر الذي هو عليه مقيم، أ نَفع له أم ضُرّ. قلت له: فبمَ يُعْرَف الناجي من هؤلاء جُعلت فداك؟ قال: من كان فعله لقوله موافقاً، فأُثبِتَ له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقاً، فإنّما ذلك مستودع»(1).
«فإنّما ذلك مستودع» أي: إنّ الإيمان مستودع.
وقد ينسب إلى البعض أنّه: ليس إذا كان إيمان الإنسان مستودعاً، فإنّه سيؤخذ منه حتماً في أثناء النزع، وإنّما المقصود هو أنّه لابدّ أن يبقى دائماً في حالة خوف، ومن المحتمل أن تؤخذ منه هذه الوديعة (الإيمان) في حالة النزع، ومن المحتمل أيضاً أن يتفضّل اللّه تعالى عليه بإبقائها في قلبه، في حين أنّ المستقرّ مضمون البقاء، ولا يؤخذ منه.
أُمور قد تكون خارجة من عالم الشفاعة
وممّا تقدّم ومن بعض الآيات والروايات قد يستفاد أنّ هناك أُموراً خارجة من عالم الشفاعة، ولابدّ لنا من أن نهيّئ أنفسنا لها في الأقلّ:
الأمر الأوّل: عالم البرزخ، فهو قد يكون خارجاً من منطقة الشفاعة؛
(1) الكافي، ج2، ص419، باب في علامة المعار من کتاب الإيمان والکفر، الحديث الوحيد في الباب.