المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

114

الجادّة الواضحة التي لا تخرج إلى عِوج، ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه وما هديناك إليه»(1).

فالإيمان إذاً قسمان: مستقرّ، ومستودَع.

«فاحذر أن تكون من المستودعين» أي: احذر أن يكون إيمانك إيماناً غير مستقرّ، ويكون إيماناً مستودعاً قد يُؤْخَذ منك في سكرات الموت.

وأمّا المقياس في معرفة كون الإيمان مستقرّاً أو مستودعاً، فهو قوله(عليه السلام): «إنّما تستحقّ أن تكون مستقرّاً إذا لزمت الجادّة الواضحة التي لا تخرجك إلى عِوج، ولا تزيلك عن منهج ما حملناك عليه وما هديناك إليه»، أي: إنّ الإيمان حينما يكون محض اعتقاد عقلي، ودون أن يجري العمل على وفقه، فهناك توجد خشية أن يكون الإيمان مستودعاً، وهذه الوديعة قد تُؤْخَذ منه _ لا سمح اللّه‌ _ في ساعة الموت وسَكْرته. وأمّا حينما يكون الإنسان قد لزم الجادّة الواضحة بحسب الرواية، وحينما يكون العمل مطابقاً للاعتقاد، فإنّ الإيمان سيستقرّ حينئذٍ في القلب، ولا تكون هناك خشية على تزلزله ساعة الموت.

وهناك رواية أُخرى عن المفضّل، عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال:


(1) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ص28.