المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

102

تحت سماء غير هذه السماء، وهناك نرى عالم الآخرة، قال اللّه تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ...﴾(1).

فالإشكال إذاً لا يمكن أن يرد بالنسبة إلى عالم الآخرة، ولا يمكن أن يقال: كيف يكون الثواب والعقاب ونحن نرى الميّت يُدْفَن في الأرض، وأنّه سيتحوّل إلى تراب بعد حين؟!

أمّا حينما تُذْكَر هذه الشبهةُ في مقابل عالم البرزخ، فربّما يتجسّد هذا الإشكال في أذهان السذّج؛ وذلك لأنّ عالم البرزخ عالم مقارن لعالمنا هذا، وأنّه ليس منفصلاً عنه، وأنّنا في الوقت الذي نعيش في عالمنا هذا يعيش موتانا في البرزخ، ويثابون ويعاقبون على أرضنا هذه نفسها.

كما ورد في الروايات أنّ وادي السلام مثلاً روضة من رياض الجنّة، وأنّ أرواح المؤمنين تجتمع فيه، أو مثلاً أنّ وادي برهوت مكان لعذاب الكفّار.

ومن هنا فإنّ الشبهة يمكن أن تأتي، فيقال: كيف نتصوّر الثواب والعقاب، وكيف نتصوّر جنّة وناراً ونحن نرى وادي السلام، ونذهب إليه، دون أن نرى شيئاً من آثار الجنّة ونعيمها؟! كما ونذهب إلى وادي


(1) إبراهيم: 48.