المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

101

إنّ حالة ما بعد الموت إذاً هي حالة حياة للروح منفصلة عن الجسد، وقد تكون إحدى حِكَم تسليط النوم على البشرية هي أن يكون هذا حجّة على العباد؛ لكي لا ينكروا حياة عالم البرزخ، وإبطالاً لادّعاء من يقول: إنّنا نرى أنّ الميّت ينتهي عندما يموت، فلا يتنفّس، ولا يحسّ ولا يشعر، وسيتحوّل بدنه إلى تراب، فكيف نتصوّر أنّه حيّ، وكيف نتصوّر الحياة لأجسام بلت ولأُناسٍ انتهوا، وأصبحوا جماداً لا يسمعون ولا يعقلون، خصوصاً بالنسبة إلى الشهداء الذين قال اللّه تعالى عنهم: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبَّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾(1)؟!

وهذه الشبهة تارة تُذْكَر في مقابل عالم الآخرة، وأُخرى تُذْكَر في مقابل عالم البرزخ، أي: ما بعد الموت مباشرة وعلى مستوى عالم القبر.

والجواب عن هذه الشبهة واضح جدّاً، فحينما تُذْكَر هذه الشبهةُ في مقابل عالم الآخرة، فإنّ جوابها _ على وفق مبادِئ الإسلام _ واضح جدّاً؛ إذ إنّنا لم ندّعِ أنّ عالم الآخرة نحسّ به بمجرّد الموت، بل سيحيينا اللّه تبارك وتعالى في يوم القيامة على أرض غير هذه الأرض، ويظلّنا


(1) آل عمران: 169.