المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

207

وقد يستشهد أيضاً بالآيات الشريفة الواردة فيمن يجتنب الكبائر.

ولهذا الاستشهاد وجهان:

الأوّل: دعوى الدلالة الالتزامية العرفية على عدم قدح الصغيرة في العدالة، فإذا كانت الصغيرة مغفورة لدى ترك الكبائر، وكان لتارك الكبائر _ ورغم ابتلائه بالصغيرة _ ما عند الله الذي هو خير وأبقى، وكان هذا الشخص مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى﴾ فالمفهوم عرفاً من ذلك أنّه يكتفى من هذا الشخص في أحكام الاستقامة بهذا القدر من الاستقامة وإن كانت الملازمة العقلية غير موجودة.

والثاني: أنّه في جوّ تشريعي مُفعَم بمفاهيم تلك الآيات لا يفهم لأدلّة شرط العدالة إطلاق يشمل ترك الصغيرة، وعلى أيّ حال فقد ورد في النصّ الصحيح ما يدل على أنّ الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة أو بحكم الكبيرة، فعن محمد بن أبي عمير بسند تام عن الإمام موسى بن جعفر(علیه السلام) في حديث «...قال النبي؟ص؟: لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار...».


(1) النساء: 31؛ الشورى: 36_37؛ النجم: 31_ 32.

(2) النجم: 31.

(3) وسائل الشيعة، ج15، ص336، الباب47 من أبواب جهاد النفس وما يناسب، ح11.