وصلوا حدّاً لم ينسوا دينهم فحسب، بل نسوا حتّى أعرافهم العربيّة التي تعوّدوها وتسالموا عليها.
ولهذا أيضاً نجد الإمام (عليه السلام) يصف حال الناس بقوله: «والدين لعقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»(1).
وعلى ضوء ما سبق نكون قد رسمنا صورة موجزة لمقوّمات الثورة من جهة ولحالة الاُمّة أيضاً: فالاُمّة ـ كما قلنا ـ بلغت حالة الاحتضار أو الموت، لا تقوى على المعارضة، وتعيش أزمة معقّدة من الخوف، في الوقت الذي يحاول الحكّام جرَّ الاُمّة إلى الهاوية، وقتل روح العزّة والكرامة، وتفتيت كيانها الحضاري، وإبعادها عن رسالتها السمحاء.
(1) كشف الغمّة في معرفة الأئمّة (عليهم السلام) 2:32 بحسب طبعة مكتبة بني هاشم بتبريز.