وبهذه المشاركة أضاف للثورة رصيداً عاطفيّاً ضخماً، جعلها تحتلّ مركز القمّة بين الفواجع على طول التاريخ، وتحرّك مشاعر المسلمين وعواطفهم وأحاسيسهم إلى يومنا هذا.
والاُسلوب الثاني: اُسلوب التذكير والوعظ الذي استخدمه الإمام (عليه السلام) وصحبه (رضوان الله عليهم)؛ فلقد ذكَّر الإمامُ القومَ بقوله: «انسبوني من أنا، أَلستُ ابن بنت نبيّكم؟»(1)، ثمّ يقول: «لم تحاربونني؟! أَلِسُنّة غيّرتها أم لبدعة ابتدعتها؟!»(2). وفي موضع آخر يقول: «إن لم يكن لكم دينٌ وكنتم عرباً كما تزعمون، فكونوا أحراراً في دنياكم»(3)؛ ذلك في إشارة منه للقوم حينما هجموا على بيوت عقائل الرسالة، إلّا أنّهم
(1) «فانسبوني فانظروا من أنا.. ألست ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه؟!». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:424 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.
(2) «أتقتلوني على سنّة بدّلتها؟! أم على شريعة غيّرتها؟!». ينابيع المودّة لذوي القربى 3:80 بحسب الطبعة الاُولى لدار الاُسوة للطباعة والنشر بقم.
(3) «إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون». اللهوف على قتلى الطفوف: 120 بحسب طبعة منشورات جهان بطهران.