في اليوم العاشر من المحرّم أثناء المعركة؛ فإنّ وجود نساء البيت العلوي ومخدّرات الهاشميّين في خضم هذه المحنة لابدّ أن يثير في النفوس العطف، وفي القلوب الانكسار، مهما كانت تلك النفوسُ متوحّشةً والقلوبُ قاسية.
أمّا الأطفال، فقد قدّمتهم الثورة كدليل على أنّ هؤلاء القوم الذين يحاربون خوفاً وطمعاً قد بلغ بهم الأمر ـ حينما نسوا الله فأنساهم ذكر أنفسهم(1)، بلغ بهم الأمر ـ حدّاً لا يوصف من الدناءة والوضاعة واللؤم، فلهذا خاطبهم الحسين (عليه السلام) بقوله: «إن كان الذنب ذنب الكبار، فما هو ذنب هؤلاء الأطفال؟»(2).
(1) قال تعالى: (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون). الحشر: 19.
(2) «ويلكم! إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا في أمر دنياكم أحراراً ذوي أحساب، امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهّالكم». تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:450 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت. و«إنّي اُقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس عليهنّ جناح». مثير الأحزان: 73 بحسب الطبعة الثالثة لمنشورات مدرسة الإمام المهدي (عليه السلام) بقم. و«إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل». تذكرة الخواصّ: 227 بحسب طبعة منشورات الشريف الرضي بقم.