شرائح الاُمّة التي شكّلت مجال عمل الإمام الحسين(عليه السلام)
وكان اختياره للموقف الرابع من هذه المواقف الأربعة قائماً على أساس إدراكه لطبيعة الظرف الذي يعيشه؛ فقد كانت هناك عدّة نقاط دخلت في تكوين موقفه، أي: إنّه كان عليه أن يقف موقفاً يعالج به عدّة أقسام من أفراد الاُمّة الإسلاميّة:
القسم الأوّل: الذين وهبوا قلوبَهم وشهروا سيوفَهم:
هذا القسم كان يشكّل جزءاً كبيراً من الاُمّة؛ فإنّ جزءاً كبيراً من الاُمّة كان قد فقد خلال عهد معاوية بن أبي سفيان إرادته وقدرته على مواجهة الوضع القائم وقتئذ، وكان قد استشعر الذلّ والاستكانة والتبعيّة في نفس الوقت الذي هو يشعر بأنّ خسارةً كبيرةً ـ هي خسارة تحويل الخلافة إلى كسرويّة وهرقليّة ـ تحيق بالاُمّة الإسلاميّة، في نفس هذا الوقت لم يكن يقدر على أن يتحرّك؛ لأنّ يده ولسانه كانا ملك شهواته، ولم يكونا ملك عقله وقلبه وعقيدته.