المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

61

«إنّي خرجت من الكوفة خوفاً من أن يأتي الحسين، وأن تقوم المعركة ويتأزّم حينئذ موقفي.. خرجت فراراً من أن أعيش هذه اللحظة التي جعلتَني أعيشها الآن»، ثمّ اعتذر من الاستجابة للإمام الحسين (عليه السلام).

الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكتفِ بهذا، قام بنفسه وجاء إلى عبيدالله بن الحرّ الجعفي يستصرخه، يطلب منه، يحاول أن ينفذ إلى أعماقه، أن يحرّك ضميره ووجدانه، أن ينبّهه إلى الأخطار التي تكتنف الرسالة والإسلام.

يقول الناقل: «ما رقّ قلبي كما رقّ يومئذ والحسين (عليه السلام) حوله الصبية من أطفاله يطوفون به، ويمشي إلى عبيدالله بن الحرّ الجعفي يستصرخه ويناديه، فيعتذر عبيدالله بن الحرّ، يقول له: هذه فرسي خذها بدلاً عنّي»(1).

يقول (عليه السلام): «إنّي لست بحاجة إلى فرسك، إن كنت قد بخلت بدمك



(1) «دخل عليَّ الحسين (رضي الله عنه) ولحيته كأنّها جناحُ غراب، وما رأيت أحداً قطُّ أحسن ولا أملأ للعين من الحسين، ولا رققت على أحد قطُّ رقّتي عليه حين رأيته يمشي والصبيان حوله»، والناقل هو عبيدالله بن الحرّ نفسه؛ حيث قصّ قصّته مع الإمام الحسين (عليه السلام) على يزيد بن مرّة، فراجع: خزانة الأدب 2:139 بحسب الطبعة الاُولى لدار الكتب العلميّة ببيروت.