عقيل، لا يوصيه بقتال ولا بحرب، وإنّما يوصيه أن يذهب إلى الكوفة ليرى أنّ أهل الكوفة هل هم مزمعون حقيقةً على أن يبايعوا خطَّ الإمام علي (عليه السلام)، وعلى أن يضحّوا في سبيل خطّ الإمام (عليه السلام) ؟
يذهب مسلم بن عقيل إلى الكوفة، يبقى الإمام الحسين (عليه السلام) في مكّة حتّى يبعث إليه مسلمُ بنُ عقيل مؤكِّداً أنّ جميع أهل الكوفة وشيوخ أهل الكوفة قد اتّفقوا على زعامتك وإمامتك وقيادتك، وهم لك منتظرون(1).
كلّ هذه الظروف هيّأها الإمام الحسين (عليه السلام) ـ أو صبر حتّى تتهيّأ ـ لكي لا يبقى هناك نقدٌ لمنتقد، لكي لا يقول شخصٌ يريد أن يخلق المبرّرات بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استعجل. الحسين لم يستعجل.
3 ـ حشد المثيرات العاطفيّة:
من ناحية ثالثة: إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) حشد كلّ الظروف العاطفيّة في حركته أيضاً كي يستعين بهذه الظروف العاطفيّة في سبيل أن يهزّ ضمير الاُمّة.
(1) تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:395 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت.