كان يُشيع في نفوس المسلمين أنّ الموت شيءٌ هيّنٌ في سبيل هذه الأهداف الكبيرة.. نعم، أنا سوف أموت.. نعم، أنا سوف اُقتل على أيّ حال، سوف اُقتل لأنّ هذا طريق واجب، لابدّ لي أن أسلك هذا الطريق لكي أستطيع بذلك أن اُؤدّي الأمانة. هذا من ناحية.
2 ـ عدم الظهور بمظهر من لا يملك تبريراً لحركته:
ومن ناحية أحكم كلَّ ظروف حركته بشكل لا يبعث في ذهن هذه الاُمّة المسلمة المائعة أيَّ نقد في أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) استعجل الظروف، أو أنّه استبق أوانه وتحرّك بحركة ابتدائيّة بدون مبرّر، حشد كلّ المبرّرات المنطقيّة والمعقولة لحركته، لم يكن هناك إنسان يمكنه أن يقول: إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد استعجل الموقف قبل أن يتأكّد من الظروف.
كيف يقال: إنّه استعجل الموقف قبل أن يتأكّد من الظروف وقد بقي في مكّة طويلاً والكتب تأتي ولا يجيب عليها، إلى أن اجتمعت عنده آلاف من الكتب(1)؟!
وبعد هذا أيضاً لا يجيب جواباً قاطعاً؛ يبعث ابن عمّه مسلم بن
(1) المصدر السابق: 35.