المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

52

تشهدوا بكلّ ما سمعتم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الخطّ، ولو تحمّلتم فيهذا السبيل كلّ ما تحمّلتم من وسائل الإخافة والتهديد والحرمان من قبل طاغوت هذا الزمان(1).

هؤلاء البقيّة الباقية من المهاجرين والأنصار الذين استجابوا لدعوة الإمام الحسين (عليه السلام) هزّهم الإمام الحسين، وهزّتهم هذه المظلوميّة التي يعيشها خطّ الإمام الحسين (عليه السلام)، وهزّهم موقفُ عرفات ويومُ عرفة، الزمانُ والمكانُ والشخصُ، فتبارى هؤلاء، انطلقت ألسنتهم في يوم الحجيج مع المسلمين، فكان يقف الواحد منهم تلو الآخر وينقل ما كان يستذكره وقتئذ من أحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله).

وكان كلّ حديث من هذه الأحاديث، كانت قيمته الواقعيّة النفسيّة وقيمته الموضوعيّة أكبر بكثير من مئات من الروايات التي تنقل في الحالة الاعتياديّة؛ لأنّ هذا حديث يتحدّث به إنسان وأمامه جبروت معاوية وسيف معاوية وظلم معاوية بن أبي سفيان.

بهذا استطاع الإمام الحسين (عليه السلام) أن يثبّت معالم النظريّة، وأن يرسّخ في أذهان الاُمّة الإسلاميّة أنّه لا يزال هناك بقيّة من حملة



(1) راجع: كتاب سليم بن قيس: 788 ـ 789 بحسب طبعة منشورات دار الهادي بقم، والاحتجاج 2:296 بحسب طبعة منشورات الشريف الرضي بقم.