فيها ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار، كما نصّ عليه السيوطيّ في تاريخ الخلفاء وعلمه جميع الناس، وقتل يومئذ من المهاجرين والأنصار وأبنائهم وسائر المسلمين اللائذين بضريح سيّد النبيّين (صلى الله عليه وآله) عدد غفير، ولم يبقَ بعدها بدريّ، وقتل من النساء والصبيان عدد كثير، ثمّ اُمروا بالبيعة ليزيد على أنّهم خول وعبيد إن شاء استرقّ وإن شاء أعتق، فبايعوه على ذلك وأموالهم مسلوبة ورحالهم منهوبة ودماؤهم مسفوكة ونساؤهم مهتوكة، وبعث مجرم بن عقبة برؤوس أهل المدينة إلى يزيد، فلمّا اُلقيت بين يديه قال: ليت أشياخي ببدر شهدوا.. الأبيات.
ثمّ توجّه مجرم لقتال ابن الزبير فهلك في الطريق، وتأمّر بعده الحصين بن نمير بعهده من يزيد، فأقبل حتّى نزل على مكّة المعظّمة ونصب عليها العرادات والمجانيق، وفرض على أصحابه عشرة آلاف صخرة في كلّ يوم يرمونها بها، فحاصروهم بقيّة المحرّم وصفر وشهري ربيع يغدون على القتال ويروحون، حتّى جاءهم موت يزيد وكانت المجانيق أصابت جانب البيت فهدّمته مع الحريق الذي أصابه(1).
ثالثاً: خليفة المسلمين يقتل صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كعمرو بن الحمق الخزاعيّ (رضي الله عنه)، وكان بحيث أبلته العبادة، ورأسه أوّل رأس حمل في
(1) انظر: الفصول المهمّة في تأليف الاُمّة للسيّد شرف الدين الموسويّ: 128 ـ 130.